ه ـ الخامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ
۱۲۴.كمال الدين عن صفوان بن مهران عليه السلام :قالَ أبو عَبدِ اللّهِ عليه السلام : مَن أقَرَّ بِجَميعِ الأَئِمَّةِ وجَحَدَ المَهدِيَّ ، كانَ كَمَن أقَرَّ بِجَميعِ الأَنبِياءِ وجَحَدَ مُحَمَّدا صلى الله عليه و آله نُبُوَّتَهُ .
فُقيلَ لَهُ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، فَمَنِ المَهدِيُّ مِن وُلدِكَ ؟
قالَ : الخامِسُ مِن وُلدِ السّابِعِ ، يَغيبُ عَنكُم شَخصُهُ ، ولا يَحِلُّ لَكُم تَسمِيَتُهُ . ۱
و ـ حَديثُ اللَّوحِ
۱۲۵.الإمام الباقر عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأَنصاريّ:دَخَلتُ عَلى فاطِمَةَ عليهاالسلاموبَينَ يَدَيها لَوحٌ ۲ فيهِ أسماءُ الأَوصِياءِ مِن وُلدِها ، فَعَدَدتُ اثنَي عَشَرَ آخِرُهُمُ القائِمُ عليه السلام ، ثَلاثَةٌ مِنهُم مُحَمَّدٌ وثَلاثَةٌ مِنهُم عَلِيٌّ . ۳
۱۲۶.عنه عليه السلام عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :دَخَلتُ عَلى فاطِمَةَ عليهاالسلاموبَينَ يَدَيها لَوحٌ فيهِ أسماءُ الأَوصِياءِ مِن وُلدِها ، فَعَدَدتُ اثنَي عَشَرَ ، أحَدُهُمُ القائِمُ ، ثَلاثَةٌ مِنهُم مُحَمَّدٌ ، وأَربَعَةٌ مِنهُم عَلِيٌّ عليهم السلام . ۴
۱۲۷.الكافي عن عبدالرحمن بن سالم :قالَ أبو بَصيرٍ : قالَ أبو عَبدِاللّهِ عليه السلام : قالَ أبي لِجابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأَنصارِيِّ : إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً ، فَمَتَى يَخِفُّ عَلَيكَ أن أخلُوَ بِكَ فأَسأَلَكَ عَنها ؟ فَقالَ لَهُ جابِرٌ : أيُّ الأَوقاتِ أحبَبتَهُ . فَخَلا بِهِ في بَعضِ الأَيّامِ فَقالَ لَهُ : يا جابِرُ ، أخبِرني عَنِ اللَّوحِ الَّذي رَأَيتَهُ في يَدِ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلامبِنتِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وما أخبَرَتكَ بِهِ اُمّي أنَّهُ في ذلِكَ اللَّوحِ مَكتوبٌ ؟
فَقالَ جابِرٌ : أشهَدُ بِاللّهِ أنّي دَخَلتُ عَلى اُمِّكَ فاطِمَةَ عليهاالسلام في حَياةِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَهَنَّيتُها بِوِلادَةِ الحُسَينِ ، ورَأَيتُ في يَدَيها لَوحا أخضَرَ ظَنَنتُ أنَّهُ مِن زُمُرُّدٍ ، ورأَيتُ فيهِ كِتابا أبيَضَ شِبهَ لَونِ الشَّمسِ ، فَقُلتُ لَها : بِأَبي واُمّي يا بِنتَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ما هذَا اللَّوحُ ؟
فَقالَت : هذا لَوحٌ أهداهُ اللّهُ إلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، فيهِ اسمُ أبي وَاسمُ بَعلي وَاسمُ ابنَيَّ وَاسمُ الأَوصِياءِ مِن وُلدي ، وأَعطانيهِ أبي لِيُبَشِّرَني بِذلِكَ . قالَ جابِرٌ : فَأَعطَتنيهِ اُمُّكَ فاطِمَةُ عليهاالسلامفَقَرَأتُهُ واستَنسَختُهُ .
فَقالَ لَهُ أبي : فَهَل لَكَ يا جابِرُ أن تَعرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قالَ : نَعَم ، فَمَشى مَعَهُ أبي إلى مَنزِلِ جابِرٍ فأَخرَجَ صَحيفَةً مِن رِقٍّ ، فَقالَ : يا جابِرُ ، انظُر في كتابِكَ لاِقرَأَ أنا عَلَيكَ ، فَنَظَرَ جابِرٌ في نُسخَتِهِ ، فَقَرَأَهُ أبي فَما خالَفَ حَرفٌ حَرفا ، فَقالَ جابِرٌ : فَأَشهَدُ بِاللّهِ أنّي هكَذا رَأَيتُهُ فِي اللَّوحِ مَكتوبا :
بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ، هذا كِتابٌ مِنَ اللّهِ العَزيزِ الحَكيمِ ، لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ ونورِهِ وسَفيرِهِ وحِجابِهِ ودَليلِهِ ، نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ مِن عِندِ رَبِّ العالَمينَ ، عَظِّم يا مُحَمَّدُ أسمائي ، وَاشكُر نَعمائي ، ولا تَجحَد آلائي .
إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا قاصِمُ الجَبّارينَ ، ومُديلُ ۵ المَظلومينَ ، ودَيّانُ الدّينِ ۶ ، إنّي أنَا اللّهُ لا إلهَ إلّا أنَا ، فَمَن رَجا غَيرَ فَضلي أو خافَ غَيرَ عَدلي ، عَذَّبتُهُ عَذابا لا اُعذِّبُهُ أحَدا مِنَ العالَمينَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد وعَلَيَّ فَتَوَكَّل .
إنّي لَم أبعَث نَبِيّا فَأُكمِلَت أيّامُهُ ، وَانقَضَت مُدَّتُهُ ، إلّا جَعَلتُ لَهُ وصِيّا ، وإنّي فَضَّلتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ ، وأكرَمتُكَ بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ حَسَنٍ وحُسَينٍ ، فَجَعَلتُ حَسنَا مَعدِنَ عِلمي بَعدَ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ ، وَجَعَلتُ حُسَينا خازِنَ وَحيي ، وأكرَمتُهُ بِالشَّهادَةِ ، وَخَتَمتُ لَهُ بِالسَّعادَةِ ، فَهُوَ أفضَلُ مَنِ استُشهِدَ ، وأرفَعُ الشُّهَداءِ دَرَجَةً ، جَعَلتُ كَلِمَتِيَ التّامَّةَ مَعَهُ ، وحُجَّتِيَ البالِغَةَ عِندَهُ ، بِعِترَتِهِ اُثيبُ واُعاقِبُ ، أوَّلُهُم عَلِيٌّ سَيِّدُ العابِدينَ وزَينُ أولِيائِيَ الماضينَ ، وَابنُهُ شِبهُ جَدِّهِ المَحمودِ مُحَمَّدٌ الباقِرُ عِلمي ، وَالمَعدِنُ لِحِكمَتي . سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جَعفَرٍ ، الرادُّ عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ ، حَقَّ القَولُ مِنّي لاُكرِمَنَّ مَثوى جَعفَرٍ ، ولاُسِرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأنصارِهِ وأوليائِهِ . اُتيحَت بَعدَهُ [ لِ ] ۷ موسى فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ ۸ ، لِأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقَطِعُ ، وحُجَّتي لا تَخفى ، وأَنَّ أولِيائِيَ يُسقَونَ بِالكَأسِ الأَوفى ، مَن جَحَدَ واحِدا مِنهُم فَقَد جَحَدَ نِعمَتي ، ومَن غَيَّرَ آيَةً مِن كِتابي فَقَدِ افتَرى عَلَيَّ .
وَيلٌ لِلمُفتَرِينَ الجَاحِدينَ عِندَ انقِضاءِ مُدَّةِ موسى عَبدي وحَبيبي وخِيَرَتَي ، في عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري ومَن أضَعُ عَلَيهِ أعباءَ النُّبُوَّةِ ، وأَمتَحِنُهُ بِالاِضطِلاعِ بِها ، يَقتُلُهُ عِفريتٌ ۹ مُستَكبِرٌ ، يُدفَنُ فِي المَدينَةِ الَّتي بَناها العَبدُ الصَالِحُ ، إلى جَنبِ شَرِّ خَلقي ، حَقَّ القَولُ مِنّي لاُسِرَّنَهُ بِمُحَمَّدٍ ابنِهِ وخَليفَتِهِ مِن بَعدِهِ ، ووارِثِ عِلمِهِ ، فَهُوَ مَعدِنُ عِلمي ، ومَوضِعُ سِرّي ، وحُجَّتي عَلى خَلقي ، لا يُؤمِنُ عَبدٌ بِهِ إلّا جَعَلتُ الجَنَّةَ مَثواهُ ، وشَفَّعتُهُ في سَبعينَ مِن أهلِ بَيتِهِ ، كُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ ، وأختِمُ بِالسَّعادَةِ لاِبنِهِ عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري وَالشّاهِدِ في خَلقي ، وأميني عَلى وَحيي ، اُخرِجُ مِنهُ الدّاعِيَ إلى سَبيلِي ، وَالخازِنَ لِعِلمي ، الحَسَنِ ، واُكمِلُ ذلِكَ بِابنِهِ م ح م د رَحمَةً لِلعالَمينَ ، عَلَيهِ كَمالُ موسى وبَهاءُ عيسى وصَبرُ أيّوبَ ، فَيُذَلُّ أولِيائي في زَمانِهِ ، وتُتَهادى رُؤوسُهُم كَما تُتَهادَى رُؤوسُ التُّركِ وَالدَّيلَمِ ، فَيُقتَلونَ ويُحرَقونَ ، ويَكونونَ خائِفينَ مَرعوبينَ وجِلينَ ، تُصبَغُ الأَرضُ بِدِمائِهِم ويَفشُو الوَيلُ وَالرَّنَّةُ ۱۰ في نِسائِهِم ، اُولئِكَ أولِيائي حَقّا ، بِهِم أدفَعُ كُلَّ فِتنَةٍ عَمياءَ حِندِسٍ ، وبِهِم أكشِفُ الزَّلازِلَ ، وأدفَعُ الآصارَ ۱۱ وَالأَغلالَ ، اُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم ورَحمَةٌ ، واُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ .
قالَ أبو بَصيرٍ : لَو لَم تَسمَع في دَهرِكَ إلّا هذَا الحَديثَ لَكَفاكَ ، فَصُنهُ إلّا عَن أهلِهِ . ۱۲
1.كمال الدين : ص ۳۳۳ ح ۱ و ص ۳۳۸ ح ۱۲ عن عبد اللّه بن أبي يعفور ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۲۳۴ ، بحار الأنوار : ج ۵۱ ص ۱۴۳ ح ۴ .
2.اللَّوحُ : كلّ صَفيحة من خشب وكَتِف إذا كُتب عليه ، سُمّي لوحا (المصباح المنير : ص ۵۶۰ «لاح») .
3.الكافي : ج ۱ ص ۵۳۲ ح ۹ ، الخصال : ص ۴۷۸ ح ۴۲ كلاهما عن أبي الجارود ، الغيبة للطوسي : ص ۱۳۹ ح ۱۰۳ عن جابر بن يزيد ، روضة الواعظين : ص ۲۸۷ من دون إسنادٍ إلى أحدٍ من أهل البيت عليهم السلام .
4.كتاب من لا يحضره الفقيه : ج ۴ ص ۱۸۰ ح ۵۴۰۸ ، الإرشاد : ج ۲ ص ۳۴۶ ، كمال الدين : ص ۲۶۹ ح ۱۳ و ص ۳۱۳ ح ۴ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۴۷ ح ۶ و ۷ كلّها عن أبي الجارود وفيها «آخرهم» بدل «أحدهم» ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۰۲ ح ۵ .
5.اُدِيلَ لنا على أعدائنا : أي نُصرنا عليهم (النهاية : ج ۲ ص ۱۴۱ «دول») .
6.دَيّان الدِّين : الديّان في صفة اللّه عز و جل ، أي يقتصُّ ويجزي ، والدِّين : الجزاء والمكافأة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۶۹ «دين») .
7.الظاهر أنّ ما بين المعقوفين سقط من المصدر ، وأضفناها ليستقيم السّياق .
8.حِنْدِس : أي شديد الظُلمة (النهاية : ج ۱ ص ۴۵۰ «حندس») .
9.العِفريتُ : العارِمُ الخبيث (مفردات ألفاظ القرآن : ص ۵۷۳ «عفر») .
10.الرَنَّةُ : الصيحة الحزينة (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۱۸۷ «رنن») .
11.الإصر : الإثم والعقوبة لِلَغوهِ وتضييعهِ عَملَه ، وأصلُه من الضيق والحبس (النهاية : ج۱ ص۵۲ «أصر») .
12.الكافي : ج ۱ ص ۵۲۷ ح ۳ ، الغيبة للطوسي : ص ۱۴۳ ح ۱۰۸ ، الأمالي للطوسي : ص ۲۹۱ ح ۵۶۶ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۶۲ ح ۳۳ كلّها عن أبي بصير ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۱ ص ۲۰۴ ح ۱۳ عن عبد اللّه بن سنان الأسدي نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۲۰۲ ح ۶ .