الفصل التّاسع : واجباتُ الإمام
۹ / ۱
الواجِباتُ العامَّةُ
أ ـ الرَّقابَةُ عَلى أمانَةِ القِيادَةِ
الكتاب
«إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعَاً بَصِيرًا» ۱ . ۲
الحديث
۲۷۷.الكافي عن بريد العجليّ :سَأَلتُ أبا جَعفَرٍ عليه السلام عَن قَولِ اللّهِ عز و جل : «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ» ، قالَ : إيّانا عَنى ؛ أن يُؤَدِّيَ الأَوَّلُ إلَى الإِمامِ الَّذي بَعدَهُ الكُتُبَ وَالعِلمَ وَالسِّلاحَ ، «وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ» الَّذي في أيديكُم. ۳
1.النساء : ۵۸ .
2.إنّ المقصود بالأمانة في الآية الكريمة ـ كما نلاحظ ذلك في ضوء الروايات ـ هو الإمامة ، ويتجلّى هذا المعنى أكثر إذا ما تأمّلنا الأحاديث الواردة تحت عنوان «شرائط الإمامة : النصّ من اللّه » والأحاديث الواردة تحت هذا العنوان أيضا ، فالإمامة باعتبارها منصبا مفوَّضا من قبل اللّه تعالى للإمام ، نوع من الأمانة الإلهية التي بيد الإمام والتي يجب عليه رعايتها ، وتتمّ رعاية حقّ هذه الأمانة بالعمل وفق الأوامر الإلهية ، وتسليم مستلزمات الإمامة عند الوفاة من قبيل الكتب والسلاح إلى الإمام من بعده .
من هنا فإنّه يمكن القول بأنّ الإمام لمّا كان منصوبا من قبل اللّه بين الناس ، فهو الأمانة الإلهية بينهم ، وعليهم الاعتراف بإمامته لهم واتّباع أوامره .
3.الكافي : ج ۱ ص ۲۷۶ ح ۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۲۴۶ ح ۱۵۳ نحوه ، شرح الأخبار : ج ۱ ص ۲۴۸ ح ۲۷۵ ، دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۲۱ ، بحارالأنوار : ج ۲۳ ص ۲۹۰ ح ۱۷ .