9
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

ويدور الفصل الأوّل منه حول موارد استعمال كلمة «الجنّة» في القرآن و الحديث ، و تدور الفصول التالية حول الجنّة الموعودة في العالم الاُخروي .
فذكرنا في الفصل الثاني الروايات المتعلّقة بخلق الجنّة و النار ، و بالتالي فقد تمّ نقد وتحليل الآراء المختلفة في خصوص ذلك .
واستعرضنا في الفصل الثالث أشهر أسماء الجنّة و أوصافها الواردة في القرآن الكريم والأحاديث الشريفة ، وأما بقيّة العناوين ـ نظير: «الغرفة» ، «الروضة» ـ فذكرناها في الأبحاث اللاحقة .
كما دار الفصل الرابع حول لذائذ الجنّة الماديّة و المعنويّة حيث ذكرت بشكل مفصّل ، نظير اللذائذ التي ينالها الإنسان بالرؤية ، وهي : الأطعمة اللذيذة ، الأشربة السائغة ، الأصوات العذبة ، الزوجات من الحور العين ، الخدم الحسان كأنهنّ اللؤلؤ المكنون ، المراكب المريحة والسريعة في الجنّة .
ومضافاً إلى ذلك فقد تمّ التأكيد على أنّ جميع ما يهواه القلب أو تلتذّ به العين فهو موجود في الجنّة ، إلّا أنّ أكبر لذائذها رضا اللّه‏ سبحانه و تعالى و محبّته ولقاؤه القلبي .
وأشرنا في الفصل الخامس إلي ما لا يوجد في الجنّة ، نظير : التعب ، الخوف ، الغمّ ، الأمراض الروحيّة والبدنيّة ، النوم ، الهرم وغيرها .
وسيلاحظ المطالع الكريم أنّ جميع الآيات و الروايات الواردة حول الجنّة تحثّ المخاطب بنحوٍ مّا لأن يكرّس جهوده ويسعي قدر وسعه لنيل الجنّة ، إلّا أنّ جملة منها أكّدت هذا الموضوع بشكل خاص ، نظير : القيمة التي لا يمكن تصوّرها للجنّة ، و سهولة تحصيلها ، أو ما دلّ منها على الاُمور التي تذكّر بالجنّة و تَحول عن الغفلة عنها ، وقد تكفّل الفصل السادس ببيانها .
و دار الكلام في الفصل السابع حتى الفصل الثالث عشر حول طرق الوصول إلى


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
8

وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسِ بِمَا كَسَبَتْ وَ هُمْ لَا يُظْـلَمُونَ» . ۱
ومن خلال التأمّل في هذه الآيات ونظائرها يُعلم أنّ المراد من الرجوع إليه تعالى هو المعاد و حضور الإنسان في عرصات القيامة ورؤيته لما قدّم من أعمال حسنة على صورة درجات الجنان ، أو ما قدّمه من مذام الأفعال على صورة دركات النيران .
وعلى هذا الأساس فإنّ جميع ما جاء في القرآن الكريم والسنّة الشريفة لبيان حكمة الخلق هو مقدّمة لهذا الهدف الأسمى .
وبعبارة اُخرى : الحكمة من خلق الإنسان هي أن يوظّف فكره و عقله للتعرّف على ربّه و خالقه ، و يلتزم بالتعاليم التي رسمها له ربّ العالمين و بعثها إليه عن طريق الأنبياء و المرسلين ؛ لينال سعادة الدنيا و الآخرة معاً وينتهي إلى الرحمة الإلهيّة المطلقة ، و يخلد في النعيم والعيش الرغيد .
وأمّا إذا لم يلتفت إلى أوامر عقله ، و سار خلف أهوائه ، فحينها تتدنّس مرآة قلبه ، وينسى ربّه ، ويبتعد بذلك عن رحمته الواسعة، ويسجّل لنفسه أسوأ حياة أبديّة .

نبذة مختصرة عن الكتاب

الكتاب الذي بين يديك ـ أيّها القارئ الكريم ـ يتناول بيان المقام الأبدي للمحسنين ، والعاقبة المشؤومة للعاصين من منظار القرآن الكريم والأحاديث الإسلاميّة الشريفة ، استعرضناها بنظمٍ حديث ، ودعمناها ببيانات وتحليلات عند الحاجة، وذلك ضمن قسمين رئيسيّين :
القسم الأوّل : في الجنّة و المقام الأبدي للمحسنين و الأبحاث المتعلّقة بها .

1.الجاثية : ۲۱ و ۲۲ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 75501
صفحه از 904
پرینت  ارسال به