وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَ لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسِ بِمَا كَسَبَتْ وَ هُمْ لَا يُظْـلَمُونَ» . ۱
ومن خلال التأمّل في هذه الآيات ونظائرها يُعلم أنّ المراد من الرجوع إليه تعالى هو المعاد و حضور الإنسان في عرصات القيامة ورؤيته لما قدّم من أعمال حسنة على صورة درجات الجنان ، أو ما قدّمه من مذام الأفعال على صورة دركات النيران .
وعلى هذا الأساس فإنّ جميع ما جاء في القرآن الكريم والسنّة الشريفة لبيان حكمة الخلق هو مقدّمة لهذا الهدف الأسمى .
وبعبارة اُخرى : الحكمة من خلق الإنسان هي أن يوظّف فكره و عقله للتعرّف على ربّه و خالقه ، و يلتزم بالتعاليم التي رسمها له ربّ العالمين و بعثها إليه عن طريق الأنبياء و المرسلين ؛ لينال سعادة الدنيا و الآخرة معاً وينتهي إلى الرحمة الإلهيّة المطلقة ، و يخلد في النعيم والعيش الرغيد .
وأمّا إذا لم يلتفت إلى أوامر عقله ، و سار خلف أهوائه ، فحينها تتدنّس مرآة قلبه ، وينسى ربّه ، ويبتعد بذلك عن رحمته الواسعة، ويسجّل لنفسه أسوأ حياة أبديّة .
نبذة مختصرة عن الكتاب
الكتاب الذي بين يديك ـ أيّها القارئ الكريم ـ يتناول بيان المقام الأبدي للمحسنين ، والعاقبة المشؤومة للعاصين من منظار القرآن الكريم والأحاديث الإسلاميّة الشريفة ، استعرضناها بنظمٍ حديث ، ودعمناها ببيانات وتحليلات عند الحاجة، وذلك ضمن قسمين رئيسيّين :
القسم الأوّل : في الجنّة و المقام الأبدي للمحسنين و الأبحاث المتعلّقة بها .