79
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

جَنائِبُهُم صَوَّتَت رَواحِلُهُم بِأَصواتٍ لَم يَسمَعِ السَّامِعُونَ بِأَحسَنَ مِنها، وَأَظَلَّتهُم غَمامَةٌ فَأَمطَرَت عَلَيهِمُ المِسكَ وَالرّادِنَ ۱ ، وَصَهَلَت خُيُولُها بَينَ أَغراسِ تِلكَ الجِنانِ ، وَتَخَلَّلَت بِهِم نُوقُهُم بَينَ كُثُبِ الزَّعفَرانِ ، وَيَتَطامَنُ تَحتَ أَقدامِهِمُ اللُّؤلُؤُ وَالمَرجانُ ، وَاستَقبَلَتهُم قَهارِمَتُها ۲ بِمَنابِرِ الرَّيحانِ ، وَهاجَت لَهُم رِيحٌ مِن قِبَلِ العَرشِ فَنَثَرَت عَلَيهِم الياسَمِينَ والأُقحُوانَ ، وَذَهَبُوا إِلَى بابِها فَيَفتَحُ لَهُمُ البابَ «رِضوانُ»، ثُمَّ يَسجُدُونَ للّه‏ِِ فِي فِناءِ الجِنانِ .
فَقالَ لَهُمُ الجَبَّارُ : اِرفَعُوا رُؤُوسَكم، فَإِنِّي قَد رَفَعتُ عَنكُم مَؤُونَةَ العِبادَةِ ، وَأَسكَنتُكُم جَنَّةَ الرِّضوانِ . ۳

۴ / ۴

أَبوابُ الجَنَّةِ

الكتاب

«جَنَّاتِ عَدْنٍ مُّفَتَّحَةً لَّهُمُ الْأَبْوَ بُ » . ۴

«وَ سِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْاْ رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَ فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَ قَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ » . ۵

1.الرّادِن : الزعفران (المحيط في اللغة : ج ۹ ص ۲۸۷ «ردن»).

2.القهرمان : الخازن والحافظ لما تحت يده (النهاية : ج ۴ ص ۱۲۹ «قهرم»).

3.صفات الشيعة : ص ۱۲۱ ح ۶۳ عن محمّد بن الحنفيّة ، بحار الأنوار : ج ۷ ص ۲۲۰ ح ۱۳۲ .

4.ص : ۵۰ .

5.الزمر : ۷۳.


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
78

۴ / ۳

بنايةُ الجَنَّةِ

۹۰. رسول اللّه‏ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ اللّه‏َ عز و جل أَحَاطَ حَائِطَ الجَنَّةِ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَلَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ، ثُمَّ شَقَّقَ فِيهَا الأَنْهَارَ، وَغَرَسَ فِيهَا الأَشْجَارَ ، فَلَمَّا نَظَرَ المَلائِكَةُ إِلَى حُسْنِهَا وزَهرِها قَالَتْ : طُوبَاكِ في مَنَازِلِ المُلوكِ . ۱

۹۱. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ حائِطَ الجَنَّةِ لَبِنَةٌ مِن ذَهَبٍ وَلَبِنَةٌ مِن فِضَّةٍ ، وَقاعُ الجَنَّةِ ذَهَبٌ ، وَرُضاضُها ۲ اللُّؤلُّؤُ ، وَطِينُها مِسكٌ ، وَتُرابُها الزَّعفَرانُ ، وَخلالُ ذَلِكَ سِدرٌ مَخضُودٌ ، وَطَلحٌ مَنضُودٌ ، وَظِلٌّ مَمدُودٌ ، وَماءٌ مَسكُوبٌ . ۳

۹۲. الإمام عليّ عليه ‏السلام ـ لِلأَحنَفِ بنِ قَيسٍ ـ : لَعَلَّكَ يا أَحنَفُ شَغَلَكَ نَظَرُكَ فِي وَجهِ واحِدَةٍ ۴ ، تُبدِي الأَسقامَ بِغاضِرَةِ وَجهِها ، وَدارٍ قَد أُشغِلتَ بِنَقشِ رَواقِها ۵ ، وَسُتُورٍ قَد عَلَّقتَها، وَالرِّيحُ وَالآجامُ مُوَكَّلَةٌ بِثَمَرِها، وَلَيسَت دارُكَ هَذِهِ دارَ البَقاءِ ، فَأَحمَتكَ الدّارُ ۶ الَّتِي خَلَقَها اللّه‏ُ سُبحانَهُ مِن لُؤلُؤَةٍ بَيضَاءَ ، فَشَقَّقَ فِيها أَنهارَها، وَغَرَسَ فِيها أَشجارَها، وَأَظلَلَ عَلَيها بِالنَّضجِ مِن أَثمارِها، وَكَبَسَها بِالعَواتِقِ ۷ مِن حُورِها، ثُمَّ أَسكَنَها أَولِياءَهُ وَأَهلَ طاعَتِهِ .
فَلَو رَأَيتَهُم يا أَحنَفُ وَقَد قَدِمُوا عَلى زِياداتِ رَبِّهِم سُبحانَهُ ، فَإِذا ضَرَبَت

1.البعث والنشور : ص ۱۸۱ ح ۲۶۱ ، الترغيب والترهيب : ج ۴ ص ۵۱۳ ح ۳۲ ، الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۹۲ نقلاً عن البزّار والطبراني وابن مردويه وكلّها عن أبي سعيد الخدري .

2.رضاضُه : كِساره، قِطَعُه (لسان العرب : ج ۷ ص ۱۵۴ «رضض»).

3.الدرّ المنثور : ج ۸ ص ۱۳ نقلاً عن ابن مردويه عن أبي هريرة.

4.في وجه واحدة : أي دار واحدة ـ دار الدنيا أو دار الآخرة ـ (بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۷۴) .

5.الرِّواق : مُقدّم البيت (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۳۳ «روق»).

6.أحمتك الدار : أي منعتك دار الدنيا عن دار الآخرة (بحار الأنوار : ج ۶۸ ص ۱۷۴) .

7.العَواتِق : جمع عاتقة، وهي الشابّة أوّل ما تدرك (النهاية : ج ۳ ص ۱۷۸ «عتق»).

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 77444
صفحه از 904
پرینت  ارسال به