753
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

قالَ أبو جَهلٍ : هَل يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجهَهُ بَينَ أظهُرِكُم ؟ قالَ : فَقيلَ : نَعَم ، فَقالَ : وَ اللّاتِ وَالعُزّى لَئِن رَأيتُهُ يَفعَلُ ذلِكَ لَأَطَأَنَّ عَلى رَقَبَتِهِ أو لَأُعَفِّرَنَّ وَجهَهُ فِي التُّرابِ .
قالَ : فَأَتى رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وَهُوَ يُصَلّي ، زَعَمَ لَيَطَأُ عَلى رَقَبَتِهِ ، قالَ : فَما فَجَأَهُم مِنهُ إِلّا وَهُوَ يَنكُصُ عَلى عَقِبَيهِ ويَتَّقي بِيَدَيهِ . قالَ : فَقيلَ لَهُ : ما لَكَ؟ فَقالَ : إِنَّ بَيني وَ بَينَهُ لَخَندَقا مِن نارٍ وَهَولاً وَأَجنِحَةً .
فَقالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : لَو دَنا مِنّي لَاختَطَفَتهُ المَلائِكَةُ عُضوا عُضوا .
قالَ : فَأَنزَلَ اللّه‏ُ عز و جل ـ لا نَدري في حَديثِ أَبي هُرَيرَةَ أَو شَيءٍ بَلَغَهُ ـ «كَلَا إِنَّ الْاءِنسَانَ لَيَطْغَى * أَن رَّءَاهُ اسْتَغْنَى * إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجعَى * أَرَءَيتَ الَّذِى يَنهَى * عَبدًا إِذَا صَلَّى * أَرَءَيتَ إِن كَانَ عَلَى الهُدَى * أَو أَمَرَ بِالتَّقوَى * أَرَءَيتَ إِن كَذَّبَ وَ تَوَلَّى» يَعني أَبا جَهلٍ «أَلَم يَعلَم بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى * كَلَا لَـئِن لَّم يَنتَهِ لَنَسفَعَا بِالنَّاصِيَةِ * نَاصِيَةٍ كَـذِبَةٍ خَاطِئَةٍ * فَليَدعُ نَادِيَهُ * سَنَدعُ الزَّبَانِيَةَ * كَلَا لَا تُطِعهُ » ۱ ـ زادَ عُبَيدُ اللّه‏ِ في حَديثِهِ قالَ : ـ وَ أَمَرَهُ بِما أَمَرَهُ بِهِ ـ وَزادَ ابنُ عَبدِ الْأَعْلى : ـ «فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ » يَعْني قَوْمَهُ . ۲

۲۰۶۴. السنن الكبرى للنسائيّ عن ابن عبّاس : صَلّى النَّبِيُ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، فَجاءَ أبو جَهلٍ ، فَقالَ : ألَم أنهَكَ عَن هذا ؟ وَاللّه‏ِ إنَّكَ لَتَعلَمُ ما بِها نادٍ أَكثَرُ مِنّي ! فَأَنزَلَ اللّه‏ُ عز و جل : «فَليَدعُ نَادِيَهُ * سَنَدعُ الزَّبَانِيَةَ » .
قالَ ابنُ عَبّاسٍ : وَاللّه‏ِ لَو دَعا نادِيَهُ لَأَخَذَتهُ الزَّبانِيَةُ . ۳

1.. العلق : ۶ ـ ۱۹ .

2.. صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۵۴ ح ۳۸ ، السّنن الكبرى للنّسائي : ج ۶ ص ۵۱۸ ح ۱۱۶۸۳ و ۱۱۶۸۴ عن ابن عبّاس ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۳۰۲ ح ۸۸۳۹ كلاهما نحوه ؛ مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۷۸۲ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۹ ص ۱۷۱ .

3.. السنن الكبرى للنسائي : ج ۶ ص ۵۱۸ ح ۱۱۶۸۴ ، سنن التّرمذي : ج ۵ ص ۴۴۴ ح ۳۳۴۹ ، أسباب النّزول : ص ۴۸۵ ح ۸۶۳ ، تفسير الفخر الرّازي : ج ۳۲ ص ۱۷ ؛ المناقب لابن شهر آشوب : ج ۱ ص ۵۴ وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۰۱ ح ۳۲ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
752

أبو جَهلٍ : أَلَيسَ أَنا العزيزَ الكَريمَ؟
فَأَنزَلَ اللّه‏ُ : «إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ » ۱ إِلى قَولِهِ : «ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ » ۲ . فَلَمّا بَلَغَ أَبا جَهلٍ ما نَزَلَ فيهِ جَمَعَ أَصحابَهُ ، فَأَخرَجَ إِلَيهِم زُبدا وَتَمرا فَقالَ : تَزَقَّمُوا مِن‏هذا ، فَوَ اللّه‏ِ ما يَتَوَعَّدُكُم مُحَمَّدا إلّا بِهذا . فَأَنزَلَ اللّه‏ُ : «إنَّها شَجَرَةٌ تَخرُجُ فِى أَصلِ الجَحِيمِ» ۳ إِلى قَولِهِ : «ثُمَّ إِنَّ لَهُم عَلَيهَا لَشَوبًا مِّن حَمِيمٍ» ۴ ، فَقالَ فِي الشَّوبِ : إِنَّها تَختَلِطُ بِاللَّبَنِ فَتشُوبُهُ بِها ، فَإِنَّ لَهُم عَلى ما يَأكُلُونَ لَشَوبا مِن حَميمٍ . ۵

۲۰۶۲. تفسير القمّي ـ في قوله تعالى : «إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعَامُ الْأَثِيمِ » ۶ ـ: نَزَلَتْ في أَبي جَهْلٍ . وَقولُهُ : «كَالمُهلِ » قالَ : المُهلُ الصُّفرُ المُذابُ «يَغلِى فِى البُطُونِ * كَغَلىِ الحَمِيمِ » ۷ وَهُوَ الَّذي قَد حَمِيَ وَبَلَغَ المُنتَهى . ثُمَّ قالَ : «خُذُوهُ فَاعتِلُوهُ » ۸ أَي اضغَطوهُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، ثُمَّ انزِلوا بِهِ إِلى سَواءِ الجَحيمِ ، ثُمَّ يُصَبُّ عَلَيهِ ذلِكَ الحَميمُ ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ : «ذُق إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ » فَلَفظُهُ خَبَرٌ وَمَعناهُ حِكايَةٌ عَمَّن يَقولُ لَهُ ذلِكَ ، وَذلِكَ أَنّ أَبا جَهلٍ كانَ يَقُولُ : أَنا العَزيزُ الكَريمُ ، فَيُعَيَّرُ ۹ بِذلِكَ فِي النّارِ . ۱۰

۲۰۶۳. صحيح مسلم عن عبيد اللّه‏ بن معاذ و محمّد بن عبد الأعلى القيسي عن ... عن أبي هريرة :

1.. الدخان : ۴۳ و ۴۴ .

2.. الدخان : ۴۹ .

3.. الصافات : ۶۴ .

4.. الصافات : ۶۷ .

5.. الدّرّ المنثور : ج ۷ ص ۹۶ نقلاً عن ابن مردويه وراجع : تفسير الطّبري : ج ۱۳ الجزء ۲۵ ص ۱۴۲ و زاد المسير : ج ۵ ص ۴۰ و إمتاع الأسماع : ج ۶ ص ۲۳۳ .

6.. الدخان : ۴۳ و ۴۴ .

7.. الدخان : ۴۵ و ۴۶ .

8.. الدخان : ۴۷ .

9.. في النسخة الّتي بأيدينا : «تعيّر» والتصويب من بحار الأنوار .

10.. تفسير القمّي : ج ۲ ص ۲۹۲ ، بحار الأنوار : ج ۸ ص ۳۱۳ ح ۸۴ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 77539
صفحه از 904
پرینت  ارسال به