741
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

فَإِذا دَخَلَ أهلُ الجَنَّةِ الجَنَّةَ وأهلُ النّارِ النّارَ ، يَقولُ الجَبّارُ : اِستَشفَعَ الخَلقُ لِلخَلقِ ، وبَقِيَت رَحمَةُ الخالِقِ . قالَ : فَيَأخُذُ قَبضَةً مِن جَهَنَّمَ فَيَطرَحُها فِي نَهرِ الحَياةِ ، فَيَنبُتونَ كَما يَنبُتُ الزَّرعُ ، ألَم‏تَرَ إلَى الحَبَّةِ في حَميلِ السَّيلِ ما كانَ مِنهُ ضاحِيا ۱ كانَ أخضَرَ وما كانَ مِنهُ فِي الظِّلِّ كانَ أبيَضَ ؟
فَقالوا: يا رَسولَ اللّه‏ِ ، كَأَنَّما كُنتَ تَنظُرُ إلَى الحَبَّةِ حينَ تَنبُتُ !
قالَ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : ثُمَّ يَدخُلونَ الجَنَّةَ ، فَيُقالُ : هؤُلاءِ مُحَرَّرِي الرَّحمنِ . ۲

۲۰۳۷. مسند ابن حنبل عن أبي سعيد الخدري : سَمِعتُ رَسولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله يَقولُ : يوضَعُ الصِّراطُ بَينَ ظَهرَي جَهَنَّمَ ، عَلَيهِ حَسَكٌ ۳ كَحَسَكِ السَّعدانِ ، ثُمَّ يَستَجيزُ النّاسُ ؛ فَناجٍ مُسَلَّمٌ ومَجدوحٌ ۴ بِهِ ، ثُمَّ ناجٍ ومُحتَبَسٌ بِهِ مَنكوسٌ فيها .
فَإِذا فَرَغَ اللّه‏ُ عز و جل مِنَ القَضاءِ بَينَ العِبادِ ، يَفقِدُ المُؤمِنونَ رِجالاً كانوا مَعَهُم فِي الدُّنيا ؛ يُصَلّونَ بِصَلاتِهِم ، ويُزَكّونَ بِزَكاتِهِم ، ويَصومونَ صِيامَهُم ، ويَحِجّونَ حَجَّهُم ، ويَغزونَ غَزَوَهُم ، فَيَقولونَ : أي رَبَّنا ! عِبادٌ مِن عِبادِكَ كانوا مَعَنا فِي الدُّنيا ؛ يُصَلّونَ صَلاتَنا ، ويُزَكّونَ زَكاتَنا ، ويَصومونَ صِيامَنا ، ويَحِجّونَ حَجَّنا ، ويَغزون غَزوَنا ، لانَراهُم؟!
فَيَقولُ : اِذهَبوا إلَى النّارِ ، فَمَن وَجَدتُم فيها مِنهُم فَأَخرِجوهُ .
قالَ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : فَيَجِدونَهُم قَد أخَذَتهُمُ النّارُ عَلى قَدرِ أعمالِهِم ، فَمِنهُم مَن أخَذَتهُ إلى قَدَمَيهِ ، ومِنهُم مَن أخَذَتهُ إلى نِصفِ ساقَيهِ ، ومِنهُم مَن أخَذَتهُ إلى رُكبَتَيهِ ، ومِنهُم مَن أزَرَتهُ ۵ ، ومِنهُم مَن أخَذَتهُ إلى ثَديَيهِ ، ومِنهُم مَن أخَذَتهُ إلى عُنُقِهِ ، ولَم تَغْشَ

1.. ضَاحَت: أي برزت للشمس (مجمع البحرين: ج ۲ ص ۱۰۶۸ «ضحا»).

2.. مسند أبي يعلى: ج ۶ ص ۱۰۲ ح ۶۵۵۵.

3.. الحَسَكَ : جمع حَسَكَة؛ وهي شوكة صُلبة معروفة (النهاية: ج ۱ ص ۳۸۶ «حسك»).

4.. الجَدْح: زجر المعز (المحيط في اللغة: ج ۲ ص ۳۹۷ «جدح»).

5.الإزرَةُ : الحالة وهَيئَةُ الائتزار ، والحديث : إزرَةُ المُؤمن إلى نصف الساق (النهاية : ج ۱ ص ۴۴ «أزر») .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
740

۲۰۳۳. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إذا خَلَصَ المُؤمِنونَ مِنَ النّارِ ، فَوَ الَّذي نَفسي بِيَدِهِ ! ما مِنكُم مِن أحَدٍ بِأَشَدَّ مُناشَدَةً للّه‏ِِ فِي استِقصاءِ الحِقِّ مِنَ المُؤمِنينَ للّه‏ِِ يَومَ القِيامَةِ لِاءِخوانِهِمُ الَّذينَ فِي النّارِ ، يَقولونَ : رَبَّنا ! كانوا يَصومونَ مَعَنا ، ويُصَلّونَ ، ويَحِجّونَ . فَيُقالُ لَهُم : أخرِجوا مَن عَرَفتُم . فَتُحَرَّمُ صُوَرُهُم عَلَى النّارِ ، فيُخرِجونَ خَلقا كَثيرا ، قَد أخَذَتِ النّارُ إلى نِصفِ ساقَيهِ وإلى رُكبَتَيهِ ، ثُمَّ يَقولونَ : رَبَّنا ! ما بَقِيَ فيها أحَدٌ مِمَّن أمَرتَنا بِهِ .
فَيَقولُ : ارجِعوا ، فَمَن وَجَدتُم في قَلبِهِ مِثقالَ دينارٍ مِن خَيرٍ فَأَخرِجوهُ . فَيُخرِجونَ خَلقا كَثيرا. ثُمَّ يَقولونَ : رَبَّنا لَم نَذَر فيها أحَدا مِمَّن أمَرتَنا .
ثُمَّ يَقولُ : ارجِعوا ، فَمَن وَجَدتُم في قَلبِهِ مِثقالَ نِصفِ دينارٍ مِن خَيرٍ فَأَخرِجوهُ . فَيُخرِجونَ خَلقا كَثيرا. ثُمَّ يَقولونَ : رَبَّنا لَم نَذَر فيها مِمَّن أمَرتَنا أحَدا.
ثُمَّ يَقولُ : ارجِعوا ، فَمَن وَجَدتُم في قَلبِهِ مِثقالَ ذَرَّةٍ مِن خَيرٍ فَأَخرِجوهُ . فَيُخرِجونَ خَلقا كَثيرا. ثُمَّ يَقولونَ : رَبَّنا لَم نَذَر فيها خَيرا. ۱

۲۰۳۴. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : لَيسَ اللّه‏ُ تَعالى يَترُكُ فِي النّارِ أحَدا فيهِ خَيرٌ إلّا أخرَجَهُ مِنها. ۲

۲۰۳۵. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : يَقولُ اللّه‏ُ : أخرِجوا مِنَ النّارِ مَن ذَكَرَني يَوما ، أو خافَني في مَقامٍ . ۳

۲۰۳۶. مسند أبي يعلى عن أبي هريرة : قالَ رَسولُ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إذا كانَ يَومُ القِيامَةِ استَشفَعَ المَلائِكَةُ وَالنَّبِيّونَ ، حَتّى يُقالَ لِأَحَدِهِم : مَن كانَ في قَلبِهِ مِثقالُ دينارٍ ، ثُمَّ يُقالُ : نِصفُ دينارٍ ، ثُمَّ يُقالُ : قيراطٌ ، ثُمَّ يُقالُ : نِصفُ قيراطٍ ، ثُمَّ يُقالُ : شَعيرَةٌ ، ثُمَّ يُقالُ : حَبَّةُ خَردَلٍ .

1.. صحيح مسلم: ج ۱ ص ۱۶۹ ح ۳۰۲، المستدرك على الصحيحين: ج ۴ ص ۶۲۷ ح ۸۷۳۶ نحوه وكلاهما عن أبي سعيد الخدري.

2.. حلية الأولياء: ج ۲ ص ۲۶۲، المستدرك على الصحيحين: ج ۴ ص ۶۲۹ ح ۸۷۳۸ نحوه وكلاهما عن أبي سعيد الخدري.

3.. سنن الترمذي: ج ۴ ص ۷۱۲ ح ۲۵۹۴، المستدرك على الصحيحين: ج ۱ ص ۱۴۱ ح ۲۳۵، شعب الإيمان: ج ۱ ص ۴۶۹ ح ۷۴۰ وليس فيهما «يوما»، الفردوس: ج ۵ ص ۲۴۴ ح ۸۰۸۴ وفيه «ذكرني وخافني في مقام» وكلّها عن أنس، كنز العمّال: ج ۱ ص ۴۲۷ ح ۱۸۴۳.

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 86454
صفحه از 904
پرینت  ارسال به