711
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

أشَدُّ النّاسِ عَذابا يَومَ القِيامَةِ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيّا ، أو قَتَلَهُ نَبِيٌّ ، أو رَجُلٌ يُضِلُّ النّاسَ بِغَيرِ عِلمٍ ، أو مُصَوِّرٌ يُصَوِّرُ التَّماثيلَ . ۱
ومن الواضح أنّ هذا العذاب الشديد كلّه لا يتلاءم مع كلّ تصوير وتمثيل ؛ ذلك لأنّ الإثم المترتّب على التصوير والتمثيل في الظروف العادية (غير عبادة الأوثان) ، لا يفوق الإثم المترتّب على قتل النفس والزنا وشرب الخمر والكبائر الاُخرى ، فكيف يمكن أن يكون بمستوى الإثم المترتّب على قتل الأنبياء ؟ وبناءً على ذلك ، فإنّ المراد من تصوير التماثيل في الحقيقة هو ما كان معادلاً ومساويا لقتل الأنبياء ومحاربة اللّه‏ والخروج عن الدين ، وهو (نحت الأوثان) نفسه .

نظام جهنّم

1.. منية المريد : ص ۲۸۱ ، مستدرك الوسائل : ج ۱۳ ص ۲۱۰ ح ۱۵۱۳۵ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
710

من فقهاء أهل السنّة أمثال : عبد الرحمن الجزيري في الفقه على المذاهب الأربعة ، ۱ والدكتور وهبة الزحيلي في الفقه الإسلامي . ۲
إلّا أنّ بعض فقهاء الإمامية المتقدّمين ـ أمثال : الشيخ الطوسي في التبيان في تفسير القرآن ، ۳ والطبرسي في مجمع البيان ۴ ـ قالوا بكراهته ، واقتصروا على حرمة نحت الأصنام ، وقد أفتى بعض الفقهاء المعاصرين بهذه الفتوى أيضا . ۵
ومنشأ هذا الخلاف في الفتوى هو الاختلاف في فهم كون حكم حرمة نحت التماثيل والتصوير ـ والذي ورد في أحاديث عديدة عن النبيّ الأكرم صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله وأئمّة أهل البيت عليهم ‏السلام ـ هل هو حكم مؤقّت أم دائم ؟
فالفريق الأوّل من الفقهاء فهم منها أنّ هذا الحكم ثابت ، إلّا أنّ الفريق الثاني رآه مؤقّتا ومختصّا بالظروف التي كانت سائدة في صدر الإسلام حينما كانت رواسب الوثنية لا تزال عالقة في أذهان المسلمين ، حيث كانت مظاهر الشرك والوثنية تظهر بين الحين والآخر عبر تصوير ونحت الأصنام وتكريمها وتقديسها .
وقد كتب أحد الفقهاء المعاصرين قائلاً :
يدلّ ظاهر مجموعة من الأحاديث على أنّ تحريم نحت التماثيل وتصوير الإنسان والحيوان كان لأجل ترويج الوثنية في ذلك العصر ، وأنّ اللهجة اللّاذعة لهذه الروايات في ذمّ التصوير وتعيين العذاب الأليم للمصوّرين والنحّاتين لَدَليل على أنّ المراد بها ليس هو التصوير العادي والمتداول ، مثل :

1.. الفقه على المذاهب الأربعة : ج ۲ ص ۳۹ ـ ۴۱ .

2.. الفقه الإسلامى وأدلّته : ج ۴ ص ۲۶۷۴ .

3.. التبيان في تفسير القرآن : ج ۱ ص ۲۳۶ .

4.. مجمع البيان : ج ۱ ص ۲۳۲ ذيل الآية ۵۱ من سورة البقرة .

5.. أنوار الفقاهة (المكاسب المحرّمة) : ص ۱۱۳ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 77591
صفحه از 904
پرینت  ارسال به