431
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

يقدّمه الإنسان لحياة ما بعد الموت :
«يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ وَلْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ» . ۱
وتدلّ هذه الآية على أنّ الإنسان يلاقي في عالم الآخرة نفس الأعمال التي قدّمها وبعينها ، كما نلاحظ ذلك في آية اُخرى :
«وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْـلَمُونَ» . ۲

ب ـ حضور العمل

تدلّ بعض الآيات بوضوح على أنّ الإنسان سيجد العمل الصالح والسيّئ محضرين في القيامة :
«يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا» . ۳ «وَ وَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِرًا وَلَا يَظْـلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا» . ۴

ج ـ رؤية العمل

نقرأ في سورة الزلزلة أنّ الناس سوف يشاهدون العملين الصالح والسيّئ مهما كانا صغيرين :
«فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَ مَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ» . ۵

1.الحشر : ۱۸ .

2.البقرة : ۲۸۱ .

3.آل عمران : ۳۰ .

4.الكهف : ۴۹ .

5.الزلزلة : ۷ و ۸ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
430

ثَمَرَةُ العَمَلِ السَّيِّئِ كَأَصلِهِ . ۱
واستنادا إلى هذا النوع من الروايات ، فإنّ أعمال الإنسان الصالحة والسيّئة تشبه الشجرة التي تظهر ثمارها بعد الموت وفي عالم الآخرة ، والجنّة ثمرة الخيرات ، وجهنّم ثمرة الشرور ، وبناء على ذلك فإنّ الجنّة هي الحديقة الغنّاء ، وجهنّم هي السجن الرهيب ، وهما حصيلتا عمل الإنسان نفسه ، وكما أنّ حصيلة شجرة الشوك والحنظل ، هي الشوك والحنظل ، لا العنب ، فإنّ حصيلة الكفر والأعمال القبيحة هي سجن جهنّم ، لا نعيم الجنّة :
«مَن كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ» . ۲
وعلى هذا الأساس فإنّ العقوبات التكوينية الاُخروية ، هي كالعقوبات التكوينية الدنيوية ؛ حصيلة الأعمال القبيحة ونتيجتها ، إلّا أنّ ثمرة بعض الأعمال مبكّرة ، وتظهر آثارها التكوينية في هذا العالم ، بخلاف البعض الآخر فإنّ ثمرته تظهر بعد الموت في عالم الآخرة .

ثانيا : العلاقة بين الظاهر والباطن أو تجسّم الأعمال

يمكن القول من خلال التأمّل في عدد من الآيات والروايات أنّ العلاقة التكوينية بين العمل والجزاء الاُخروي أكثر من العلاقة بين العلّة والمعلول .
يتضمّن القرآن الكريم والروايات الإسلامية تعابير دقيقة ولطيفة حول الثواب والعقاب الاُخرويّين ، إذ يستنتج منها أنّ الجنّة والنار هما تجسّم أعمال الإنسان الصالحة والسيّئة في الدنيا :

الف ـ العمل ومردوده

يرى القرآن ـ بكلّ تأكيد ـ أنّ الاعمال الحسنة والأعمال السيّئة للإنسان هي ما

1.ميزان الحكمة : ج ۶ ص ۲۱۹ ح ۱۴۴۰۰ .

2.الروم : ۴۴ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 77359
صفحه از 904
پرینت  ارسال به