421
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

هو قرينة اُخرى على عدم صدور الحديث المذكور ؛ لأنّ النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ذُكر في بعض الروايات في عداد أهل الجنّة ، ۱ في حين لم يُذكر في البعض الآخر . ۲ وكذلك فقد جاءت في بعض النقول أسماء عشرةٍ ذكرهم النبيّ بأنّهم من أهل الجنّة ، ۳ في حين ذكرت بعض الأسماء في نقول اُخرى من قِبَل سعيد بن زيد بعد الطرح العام للموضوع . ۴ وتتضمنّ بعض الروايات اسم أبي عبيدة الجرّاح ۵ ولا يوجد في بعضها ، ۶ بل إنّ بعض الروايات لم تذكر سوى أسماء ستّة أشخاص . ۷

۷ . التعارض مع بعض الروايات المعتبرة عند أهل السنّة

إنّ حديث العشرة المبشّرة ـ واستنادا إلى نظريّة أهل السنّة واُسلوبهم في قبول الحديث أو ردّه ـ يتعارض مع الأحاديث الاُخرى التي يأخذون بها ؛ مثل ما ينقله البخاري والكتب الستّة الاُخرى وغيرها عن سعد بن أبي وقاص الذي يُعتبر هو أيضا في عداد العشرة المبشّرة ، حيث يقول :
ما سَمِعتُ النَّبِيَّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله يَقولُ لِأحَدٍ يَمشي عَلى الأرضِ : إنَّهُ مِن أهل الجَنَّةِ ، إلّا لِعَبدِ اللّه‏ِ بنِ سَلامٍ . ۸
ولذلك ، فقد انبرى كبار أهل السنّة لتبرير هذا التعارض . ۹

1.. سنن أبي داوود : ج ۴ ص ۲۱۲ ح ۴۶۴۹ .

2.. مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۴۱۰ ح ۱۶۷۵ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۶۴۷ ح ۳۷۴۷ .

3.. مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۳۹۸ ح ۱۶۳۱ .

4.. المعجم الأوسط : ج ۱ ص ۲۶۷ ح ۸۶۹ و ج ۲ ص ۲۸۹ ح ۲۰۰۹ .

5.. سنن أبي داوود : ج ۴ ص ۲۱۷ ح ۴۶۶۹ .

6.. جزء ابن عاصم : ص ۸۰ ، الآحاد والمثاني : ج ۱ ص ۱۸۲ ح ۲۳۲ .

7.. صحيح البخاري : ج ۳ ص ۱۳۸۷ ح ۳۶۰۱ ، صحيح مسلم : ج ۴ ص ۱۹۳۰ ح ۱۴۷ ، السنن الكبرى للنسائي : ج ۵ ص ۷۰ ح ۸۲۵۲ ، فضائل الصحابة للنسائي : ص ۴۵ ح ۱۴۸ ، مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۳۵۸ ح ۱۴۵۳ .

8.. منها : أنّ سعدا كره تزكية نفسه لأنّه أحد العشرة (فتح الباري : ج ۷ ص ۱۲۹ ذيل ح ۳۸۱۴) . ومنها : أنّ نفي سماعه ذلك لا يدلّ على نفي البشارة لغيره (شرح صحيح مسلم للنووي : ج ۶ ص ۱۶۴ ، وقريب من هذا المضمون في فيض القدير : ج ۱ ص ۹۲) . ومنها : أي البشارة وقعت حينما كان يمشي عبد اللّه‏ بن سلام بخلاف بشارات غيره (مرقاة المفاتيح : ج ۵ ص ۶۲۲) . ومنها : استظهر ابن حجر أنّ سعدا قال ذلك بعد موت المبشَّرين ولم يتأخّر إلّا سعدا وسعيدا (فتح الباري : ج ۷ ص ۱۳۰ ذيل ح ۳۸۱۴) .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
420

الطريق السادس : عن أبي الطفيل ۱ . ۲
وهذا المقدار من طرق الرواية وبالخصائص المذكورة ، لا يُخرِج الحديث عن حدّ كونه واحدا والتشكيك في نقله .

۴ . عدم نقل الحديث عن الأشخاص الآخرين الذين بُشّروا بالجنّة

والملاحظة الاُخرى التي أدّت إلى تضعيف حديث العشرة المبشّرة هي أنّ الأشخاص الآخرين الذين بُشّروا بالجنّة في هذا الحديث ، لم ينقلوه هم أنفسهم عن النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله ، ولماذا لم يستند أيّ منهم إلى هذا الحديث ويستشهد به لصالحه قبل أن ينسبه سعيد بن زيد إلى النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله في عهد عثمان؟! حتى أنّ الزبير نقله عن سعيد بن زيد لا عن النبيّ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله في حرب الجمل عند احتجاجه مع الإمام عليّ عليه ‏السلام ! ۳

۵ . عدم قبول شهادة المتّهم

نظرا إلى أنّ سند حديث العشرة المبشّرة يصل إلى عبدالرحمن بن عوف وسعيد بن زيد اللذين يعتبران أنفسَهما في عداد المبشّرين بالجنّة ، فإنّ شهادتهما بتزكية أنفسِهما مع الآخرين ليست مقبولة ۴ إجماعا .

۶ . اضطراب نصّ الحديث

بالإضافة إلى ضعف إسناد حديث العشرة المبشّرة ، فإن الاضطراب الشديد في متنه ،

1.. المعجم الأوسط : ج ۲ ص ۲۸۹ ح ۲۰۰۹ .

2.. هذا الطريق من منفردات رواته (المعجم الأوسط : ج ۲ ص ۲۸۹ ـ ۲۹۰) . و : محمد بن بكير الهزمي صاحب الغرائب (تهذيب التهذيب : ج ۵ ص ۵۰ الرقم ۶۷۹۴) .

3.. راجع : الإفصاح في الإمامة : ص ۷۱ ، تلخيص الشافي : ج ۳ ص ۲۴۱ .

4.. راجع : تدريب الراوي : ص ۲۶۵ . والجدير بالذكر هو أنّ جميع ما يُشترط في الشاهد اشترطها العلماء في الراوي أيضا ، واعتُبر اتّهام الراوي بتزكية نفسه من موانع قبول الشهادة . وإجماع الفقهاء ثابت في هذا الموضوع (راجع : الفقه الإسلامي وأدلته : ج ۸ ص ۶۰۴۱) .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 77386
صفحه از 904
پرینت  ارسال به