209
الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة

قالَ : اذهَب إِلى النّارِ فَانظُر إِلَيها وَإِلى ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِيها، فَإِذا هِيَ يَركَبُ بَعضُها بَعضا، فَرَجَعَ إِلَيهِ فَقالَ : وَعِزَّتِكَ لا يَسمَعُ بِها أَحَدٌ فَيَدخُلَها! فَأَمَرَ بِها فَحُفَّت بِالشَّهَواتِ ، فَقالَ : ارجِع إِلَيها ، فَرَجَعَ إِلَيها فَقالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَد خَشِيتُ أَلّا يَنجُوَ مِنها أَحَدٌ إِلّا دَخَلَها . ۱

۵۱۴. الإمام عليٌ عليه ‏السلام : بِالمَكارِهِ تُنالُ الجَنَّةُ . ۲

۵۱۵. عنه عليه ‏السلام ـ مِن كَلامٍ لَهُ خاطَبَ بِهِ أَهلَ البَصرَةِ ـ : فَمَنِ استَطاعَ عِندَ ذَلِكَ أَن يَعتَقِلَ نَفسَهُ عَلَى اللّه‏ِ عز و جل فَليَفعَل، فَإِن أَطَعتُمُونِي فَإِنِّي حامِلُكُم إِن شاءَ اللّه‏ُ عَلى سَبِيلِ الجَنَّةِ ، وَإِن كانَ ذا مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَذاقَةٍ ۳ مَرِيرَةٍ . ۴

۵۱۶. عنه عليه ‏السلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يُبَيِّنُ فِيها فَضلَ القُرآنِ ـ : اِنتَفِعُوا بِبَيانِ اللّه‏ِ ، وَاتَّعِظُوا بِمَواعِظِ اللّه‏ِ ، وَاقبَلُوا نَصِيحَةَ اللّه‏ِ ، فَإِنَّ اللّه‏َ قَد أَعذَرَ إِلَيكُم بِالجَلِيَّةِ ، وَاتَّخَذَ عَلَيكُمُ الحُجَّةَ ، وَبَيَّنَ لَكُم مَحابَّهُ مِنَ الأَعمالِ ، وَمَكارِهَهُ مِنها ، لِتَتَّبِعُوا هذِهِ ، وَتَجتَنِبُوا هذِهِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللّه‏ِ صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله كانَ يَقُولُ : «إِنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بِالمَكارِهِ ، وَإِنَّ النّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ» .
وَاعلَمُوا أَنَّهُ ما مِن طاعَةِ اللّه‏ِ شَيءٌ إِلّا يَأتِي فَي كُرهٍ ، وَما مِن مَعصِيَةِ اللّه‏ِ شَيءٌ إِلّا يَأتِي فِي شَهوَةٍ . فَرَحِمَ اللّه‏ُ امرَءا نَزَعَ عَن شَهوَتِهِ ، وَقَمَعَ هَوى نَفسِهِ ، فَإِنَّ هذِهِ النَّفسَ أَبعَدُ شَيءٍ مَنزَعا، وَإِنَّها لا تَزالُ تَنزِعُ إِلى مَعصِيَةٍ فِي هَوىً. ۵

۵۱۷. الإمام الباقر عليه ‏السلام : اَلجَنَّةُ مَحفُوفَةٌ بِالمَكَارِهِ وَالصَّبرِ ، فَمَن صَبَرَ عَلَى المَكارِهِ فِي الدُّنيا

1.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۹۳ ح ۲۵۶۰ ، سنن النسائي : ج ۷ ص ۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۲۲۹ ح ۸۴۰۶ ، مسند أبي يعلى : ج ۵ ص ۳۵۶ ح ۵۹۱۴ وكلّها عن أبي هريرة والثلاثة الأخيرة نحوه.

2.غرر الحكم : ح ۴۲۰۴ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۸۷ ح ۳۸۲۲.

3.المَذاق : طعمُ الشيء (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۱۱ «ذوق») .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۶ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۴۰ ح ۱۹۱ .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ ، أعلام الدين : ص ۱۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۸۰ ح ۱ .


الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
208

۵۱۰. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : أَلا إِنَّ عَمَلَ الجَنَّةِ حَزنٌ بِرَبوَةٍ ، أَلا إِنَّ عَمَلَ النّارِ سَهلٌ بِسَهوَةٍ ۱ . ۲

۵۱۱. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : إِنَّ الجَنَّةَ حُزنَةٌ حُفَّت بِالمَكارِهِ ، وَإِنَّ النّارَ حُفَّت بِالهَوى . أَلا وَمَن كُشِفَ لَهُ بابُ كَربٍ أَشفى ۳ عَلَى الجَنَّةِ ، وَمَن كُشِفَ لَهُ بابُ هَوًى أَشفَى عَلَى النّارِ . ۴

۵۱۲. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : يا قَومِ اطلُبُوا الجَنَّةَ جَهدَكُم ، وَاهرَبُوا مِنَ النّارِ جَهدَكُم! فَإِنَّ الجَنَّةَ لا يَنامُ طالِبُها وَإِنَّ النّارَ لا يَنامُ هارِبُها . أَلا إِنَّ الآخِرَةَ اليَومَ مُحَفَّفَةٌ بِالمَكارِهِ . أَلا وَإِنَّ الدُّنيا مُحَفَّفَةٌ بِالشَّهَواتِ . ۵

۵۱۳. عنه صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله : لَمّا خَلَقَ اللّه‏ُ الجَنَّةَ وَالنّارَ أَرسَلَ جِبرِيلَ إِلَى الجَنَّةِ فَقالَ : اُنظُر إِلَيها وَإِلى ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِيها . قالَ : فَجاءَها وَنَظَرَ إِلَيها وَإِلى ما أَعَدَّ اللّه‏ُ لِأَهلِها فِيها ، قالَ : فَرَجَعَ إِلَيهِ ، قالَ : فَوَعِزَّتِكَ لا يَسمَعُ بِها أَحَدٌ إِلّا دَخَلَها! فَأَمَرَ بِها فَحُفَّت بِالمَكارِهِ ، فَقالَ : ارجِع إِلَيها فَانظُر إِلى ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِيها، قالَ : فَرَجَعَ إِلَيها فَإِذا هِيَ قَد حُفَّت بِالمَكارِهِ ، فَرَجَعَ إِلَيهِ فَقالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَد خِفتُ أَلّا يَدخُلَها أَحَدٌ!

1.قال الشريف الرضيّ ـ رحمة اللّه‏ عليه ـ في المجازات النبويّة بعد أن ذكر الحديث : ... فجعل ـ عليه الصلاة والسلام ـ عمل الجنّة كالحزن من الأرض ؛ وهو ما غلظ منها، لأنّه يصعب تجشّمه ، فكذلك عمل الجنّة يشقّ تكلّفه، وزاد ـ عليه الصلاة والسلام ـ الكلام إيضاحا بقوله : حزن بربوة، فلم يرضَ بأن جعله حزنا حتّى جعله بربوة ؛ وهي الأكمة العالية، ليكون تجشّمه أشقّ، وتكلّفه أصعب، ولم يرضَ ـ عليه الصلاة والسلام ـ بأن جعل عمل النار سهلاً وهو ضدّ الحزن، حتّى جعله بسهوة ليكون أخفّ على فاعله وأهون على عامله .

2.المجازات النبويّة : ص ۳۶۴ ح ۲۸۲ ؛ مسند ابن حنبل : ج ۱ ص ۷۰۰ ح ۳۰۱۷ عن ابن عبّاس بزيادة «ثلاثا» بعد «بربوة» ، شعب الإيمان : ج ۲ ص ۱۷۰ ح ۴۶۱ ، الطبقات الكبرى : ج ۷ ص ۴۲۳ وفيه «بشقوة» بدل «بسهوة» وكلاهما عن أبي البجير ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۸۸۳ ح ۴۳۵۰۲.

3.أشْفى : أي أشْرَفَ (النهاية : ج ۲ ص ۴۸۹ «شفا») .

4.اُسد الغابة : ج ۶ ص ۴۰۴ الرقم ۶۵۸۰ ، تاريخ دمشق : ج ۳۲ ص ۱۳ عن إسحاق بن بشر القرشي نحوه .

5.المعجم الكبير : ج ۱۹ ص ۲۰۰ ح ۴۹۹ ، المعجم الأوسط : ج ۴ ص ۷۳ ح ۳۶۴۳ وليس فيه ذيله من «ألا إن الآخرة . . .» وكلاهما عن كليب بن حزن ، اُسد الغابة : ج ۴ ص ۴۷۰ الرقم ۴۴۹۸ عن كليب بن جزيّ ، كنز العمّال : ج ۱۵ ص ۹۳۱ ح ۴۳۵۹۷ .

  • نام منبع :
    الجنّة والنّار في الکتاب والسّنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    محمّد محمّدی ریشهری، با همكاری: سیّد رسول موسوی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 86472
صفحه از 904
پرینت  ارسال به