قالَ : اذهَب إِلى النّارِ فَانظُر إِلَيها وَإِلى ما أَعدَدتُ لِأَهلِها فِيها، فَإِذا هِيَ يَركَبُ بَعضُها بَعضا، فَرَجَعَ إِلَيهِ فَقالَ : وَعِزَّتِكَ لا يَسمَعُ بِها أَحَدٌ فَيَدخُلَها! فَأَمَرَ بِها فَحُفَّت بِالشَّهَواتِ ، فَقالَ : ارجِع إِلَيها ، فَرَجَعَ إِلَيها فَقالَ : وَعِزَّتِكَ لَقَد خَشِيتُ أَلّا يَنجُوَ مِنها أَحَدٌ إِلّا دَخَلَها . ۱
۵۱۴. الإمام عليٌ عليه السلام : بِالمَكارِهِ تُنالُ الجَنَّةُ . ۲
۵۱۵. عنه عليه السلام ـ مِن كَلامٍ لَهُ خاطَبَ بِهِ أَهلَ البَصرَةِ ـ : فَمَنِ استَطاعَ عِندَ ذَلِكَ أَن يَعتَقِلَ نَفسَهُ عَلَى اللّهِ عز و جل فَليَفعَل، فَإِن أَطَعتُمُونِي فَإِنِّي حامِلُكُم إِن شاءَ اللّهُ عَلى سَبِيلِ الجَنَّةِ ، وَإِن كانَ ذا مَشَقَّةٍ شَدِيدَةٍ وَمَذاقَةٍ ۳ مَرِيرَةٍ . ۴
۵۱۶. عنه عليه السلام ـ مِن خُطبَةٍ لَهُ يُبَيِّنُ فِيها فَضلَ القُرآنِ ـ : اِنتَفِعُوا بِبَيانِ اللّهِ ، وَاتَّعِظُوا بِمَواعِظِ اللّهِ ، وَاقبَلُوا نَصِيحَةَ اللّهِ ، فَإِنَّ اللّهَ قَد أَعذَرَ إِلَيكُم بِالجَلِيَّةِ ، وَاتَّخَذَ عَلَيكُمُ الحُجَّةَ ، وَبَيَّنَ لَكُم مَحابَّهُ مِنَ الأَعمالِ ، وَمَكارِهَهُ مِنها ، لِتَتَّبِعُوا هذِهِ ، وَتَجتَنِبُوا هذِهِ ، فَإِنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَقُولُ : «إِنَّ الجَنَّةَ حُفَّت بِالمَكارِهِ ، وَإِنَّ النّارَ حُفَّت بِالشَّهَواتِ» .
وَاعلَمُوا أَنَّهُ ما مِن طاعَةِ اللّهِ شَيءٌ إِلّا يَأتِي فَي كُرهٍ ، وَما مِن مَعصِيَةِ اللّهِ شَيءٌ إِلّا يَأتِي فِي شَهوَةٍ . فَرَحِمَ اللّهُ امرَءا نَزَعَ عَن شَهوَتِهِ ، وَقَمَعَ هَوى نَفسِهِ ، فَإِنَّ هذِهِ النَّفسَ أَبعَدُ شَيءٍ مَنزَعا، وَإِنَّها لا تَزالُ تَنزِعُ إِلى مَعصِيَةٍ فِي هَوىً. ۵
۵۱۷. الإمام الباقر عليه السلام : اَلجَنَّةُ مَحفُوفَةٌ بِالمَكَارِهِ وَالصَّبرِ ، فَمَن صَبَرَ عَلَى المَكارِهِ فِي الدُّنيا
1.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۹۳ ح ۲۵۶۰ ، سنن النسائي : ج ۷ ص ۳ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۲۲۹ ح ۸۴۰۶ ، مسند أبي يعلى : ج ۵ ص ۳۵۶ ح ۵۹۱۴ وكلّها عن أبي هريرة والثلاثة الأخيرة نحوه.
2.غرر الحكم : ح ۴۲۰۴ ، عيون الحكم والمواعظ : ص ۱۸۷ ح ۳۸۲۲.
3.المَذاق : طعمُ الشيء (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۱۱۱ «ذوق») .
4.نهج البلاغة : الخطبة ۱۵۶ ، بحار الأنوار : ج ۳۲ ص ۲۴۰ ح ۱۹۱ .
5.نهج البلاغة : الخطبة ۱۷۶ ، أعلام الدين : ص ۱۰۵ ، بحار الأنوار : ج ۲ ص ۱۸۰ ح ۱ .