۶۴۲۰.عنه عليه السلام :المُؤمِنُ لا يَمضي عَلَيهِ أربَعونَ لَيلَةً ، إلّا عَرَضَ لَهُ أمرٌ يَحزُنُهُ ، يُذَكَّرُ بِهِ . ۱
۶۴۲۱.عنه عليه السلامـ للمُفَضَّلِ بنِ عُمَرَ ـ: ... ثُمَّ هذِهِ الآفاتُ الَّتي ذَكَرناها ـ مِنَ الوَباءِ وَالجَرادِ وما أشبَهَ ذلِكَ ـ ما بالُها لا تَدومُ ... ويُلذَعُ ۲ أحيانا بِهذِهِ الآفاتِ اليَسيرَةِ لِتَأديبِ النّاسِ وتَقويمِهِم ، ثُمَّ لا تَدومُ هذِهِ الآفاتُ ، بَل تَكشِفُ عَنهُم عِندَ القُنوطِ مِنهُم ، فَتَكونُ وُقوعُها بِهِم مَوعِظَةً وكَشفُها عَنهُم رَحمَةً ... .
فَإِذا عَضَّتهُ المَكارِهُ ووَجَدَ مَضَضَهَا اتَّعَظَ وأبصَرَ كَثيرا مِمّا كانَ جَهِلَهُ وغَفَلَ عَنهُ ، ورَجَعَ إلى كَثيرٍ مِمّا كانَ يَجِبُ عَلَيهِ ... إنَّ هذِهِ الآفاتِ وإن كانَت تَنالُ الصّالِحَ وَالطّالِحَ جَميعاً ، فَإِنَّ اللّهَ جَعَلَ ذلِكَ صَلاحا لِلصِّنفَينِ كِلَيهِما : أمَّا الصّالِحونَ فَإِنَّ الَّذي يُصيبُهُم مِن هذا يَرُدُّهُم ۳ نِعَمَ رَبِّهِم عِندَهُم في سالِفِ أيّامِهِم فَيَحدوهُم ذلِكَ عَلَى الشُّكرِ وَالصَّبرِ ، وأمَّا الطّالِحونَ فَإِنَّ مِثلَ هذا إذا نالَهُم كَسَرَ شِرَّتَهُم ورَدَعَهُم عَنِ المَعاصي وَالفَواحِشِ ، وكَذلِكَ يَجعَلُ لِمَن سَلِمَ مِنهُم مِنَ الصِّنفَينِ صَلاحا في ذلِكَ ، أمَّا الأَبرارُ فَإِنَّهُم يَغتَبِطونَ بِماهُم عَلَيهِ مِنَ البِرِّ وَالصَّلاحِ ويَزدادونَ فيهِ رَغبَةً وبَصيرَةً ، وأمَّا الفُجّارُ فَإِنَّهُم يَعرِفونَ رَأفَةَ ۴ رَبِّهِم وتَطَوُّلَهُ عَلَيهِم بِالسَّلامَةِ مِن غَيرِ استِحقاقِهِم ، فَيَحُضُّهُم ذلِكَ عَلَى الرَّأفَةِ بِالنّاسِ وَالصَّفحِ عَمَّن أساءَ إلَيهِم . ۵
1.الكافي : ج ۲ ص ۲۵۴ ح ۱۱ ، المؤمن : ص ۲۳ ح ۳۰ ، تنبيه الخواطر : ج ۲ ص ۲۰۴ كلّها عن محمّد بن مسلم ، مشكاة الأنوار : ص ۵۰۷ ح ۱۷۰۲ ، التمحيص : ص ۴۴ ح ۵۴ ، بحار الأنوار : ج ۷۶ ص ۲۱۱ ح ۱۴ .
2.لَذَعَهُ : آذاهُ (المصباح المنير : ص ۵۵۲ «لذع») .
3.كذا في النسخ والظاهر : يذكّرهم (هامش المصدر) .
4.وفي نسخة : رحمة ربّهم (هامش المصدر) .
5.بحار الأنوار : ج ۳ ص ۱۳۸ و ۱۳۹ نقلاً عن الخبر المشتهر بتوحيد المفضّل .