417
مختصر تفسير القمّي

دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ»...الآية ۱ ، ومنه قول الشاعر:

إتّق اللَّه والصلاة فذرهاإنّ في الصوم والصلاة فساداً ۲
والصوم - هنا - ذرق البغلة، وعند الشافعي وأبو حنيفة: أنّ الأرواث نجسة من مأكول اللحم وغيره. ۳
[ ۵۹ ] قوله: «يَا أَيُّهَا الْنَّبِىُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ»...الآية، كانت النساء يخرجن إلى المسجد ويصلّين خلف رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وإذا كان بالليل خرجن إلى صلاة المغرب والعشاء الآخرة والغداة، يقعد الشبّان لهنّ في طريقهنّ، فيؤذونهنّ ويتعرّضون لهنّ، فنزلت . ۴
[ ۶۰ ] قوله: «لَئِن لَمْ يَنتَهِ الْمُنَافِقُونَ»...الآية، نزلت في قوم منافقين كانوا في المدينة يرجفون برسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله إذا خرج في بعض غزواته، يقولون: قُتل واُسر، فيغتمّ المسلمون لذلك، ويشكون إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، فنزلت؛ أي: نخبرك بأسمائهم، ثمّ نأمرك أن تطردهم من المدينة . ۵
[ ۶۹ ] قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى‏ فَبَرَّأَهُ اللَّهُ مِمَّا قَالُوا». عن أبي عبد اللَّه عليه السلام: «إنّ بني إسرائيل كانوا يقولون: ليس لموسى ما للرجال، وكان موسى إذا أراد الاغتسال يذهب إلى موضع لا يراه فيه أحد من الناس، وكان يوماً يغتسل على شطّ نهرٍ وقد وضع ثيابه على صخرة، فأمر اللَّه الصخرة فتباعدت عنه، حتّى نظر بنو إسرائيل إليه، فعلموا أنّه ليس كما قالوا » . ۶

1.البقرة (۲): ۲۵۱.

2.أورده الشيخ الطوسي في التبيان، ج ۷، ص ۳۱۶. وراجع أيضاً تاج العروس، ج ۸، ص ۳۷۲.

3.راجع كتاب الاُمّ، ج ۶، ص ۲۵۸؛ وإعانة الطالبين للبكري الدمياطي، ج ۱، ص ۹۹ . هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۵۷ و ۵۸، فراجع الأصل.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۹۶، عن تفسير القمّي.

5.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۹۶، عن تفسير القمّي. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۶۶ - ۶۸، فراجع الأصل.

6.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۹۷، عن تفسير القمّي.


مختصر تفسير القمّي
416

نساؤكم، إرجعي - رحمك اللَّه - فإنّي أنتظر أمر اللَّه». فأنزل اللَّه: «وامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَها لِلنَّبِىِّ»...الآية، فلا تحلّ الهبة إلّا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله . ۱
قوله: «خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِيِنَ» أي: لا يحلّ لامرأة أن تهب نفسها لأحد من غير مهر إلّا لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله.
[ ۵۳ ] قوله: «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ إلّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلى‏ طَعامٍ غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ»، فإنّ الرجال كانوا يدخلون بيوت النبيّ وغير بيوت النبيّ بلا إذن، فلمّا هاجر رسول اللَّه ضرب الحجاب على النساء، فلم يأذن لأحد أن يدخل بيت أحد إلّا بإذن، وضرب الحجاب على النساء من الرجال في سورة النور، في قوله: «ولا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ»...الآية ۲ . ۳
[ ۵۵ ] قوله: «لا جُناحَ عَلَيْهِنَّ فِى آبائِهِنَّ ولا أَبْنائِهِنَّ»...الآية، هي معطوفة على قوله: «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِىِّ»...الآية، فرخّص لهؤلاء أن يدخلوا بغير إذن . ۴
[ ۵۶ ] قوله: «إِنَّ اللَّهَ وَ مَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ»...الآية، روي: أنّ صلاة اللَّه عليه تزكية له وثناء عليه، وصلاة الملائكة مدحهم له، ودعاء الملائكة والناس له الصلاة عليه ۵ . ۶
أقول: الصلاة من اللَّه سبحانه: الرحمة والمدح، ومن الملائكة: الاستغفار للأمّة، ومن الناس: ذات الركوع والسجود والتشهّد والتسليم، وفي أصل لغة العرب: هي الدعاء، ومنه: «وصَلِّ عليهمْ» ۷، وهي أيضاً: كنائس اليهود؛ لقوله تعالى: «وَلَوْلَا

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۸۲، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً الكافي، ج ۵، ص ۳۸۹، ح ۴ و ص ۳۸۴، ح ۲.

2.النور (۲۴): ۳۱.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۸۲، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً علل الشرائع، ص ۶۵.

4.روى معناه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۸۶ - ۴۸۷، عن تفسير القمّي.

5.في الأصل زيادة: «والتصديق و الإقرار بفضله. وقوله: «وسَلِّمُوا تَسْلِيماً» يعني: سلّموا له بالولاية، وبما جاء به» .

6.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۴۸۹، عن تفسير القمّي. وروى معناه في معاني الأخبار، ص ۳۶۷، ح ۱.

7.التوبة (۹): ۱۰۴.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 86627
صفحه از 611
پرینت  ارسال به