وروي ذلك عن أهل البيت عليهم السلام، وما ذهب إليه المصنّف شاذّ لايعمل به ۱ ؛ فإنّ المشهور خلافه، ومن تتبّع سيرة أبي طالب وأقاويله وذوده عن النبي، وأشعاره فيه التي تدلّ على إيمانه ۲
فمن ذلك قوله :
أوصي بنصر الأمين الخير مشهدهبعدي عليّاً وعليّ الخير عباسا
وحمزة الأسد المخشيّ صولتهوجعفراً أن يذوقوا قبله الباسا
وهاشماً كلّها اُوصي بنصرتهأن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فدىً لكم اُمّي وما ولدتمن دون أحمد عند الروع أتراسا
بكلّ أبيض مصقول عوارضهتخاله في سواد الليل مقباسا ۳
وقوله:
ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداًنبيّاً كموسى خُطّ في أوّل الكتب
وأنّ عليه في العباد محبّةولا حيف فيمن خصّه اللَّه بالحبّ
وأنّ الذي لفقتم في كتابكميكون لكم يوماً كراغية السقب
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبىويصبح من لم يجن ذنباً كذي الذنب
ولا تتّبعوا أمر الغواة وتقطعواأواصرنا بعد المودّة والقرب
وتستجلبوا حرباً عواناً وربّماأمرّ على من ذاقه حلب الحرب
فلسنا وبيت اللَّه نسلم أحمداًلعزاء من عضّ الزمان ولا حرب
ولمّا تبن منّا ومنكم سوالفوأيد أبيدت بالمهنّدة الشهب
بمعترك ضنك ترى كسر القنابه والضباع العرج تعكف كالسرب
كأنّ مجال الخيل في حجراتهوغمغمة الأبطال معركة الحرب
أليس أبونا هاشم شدّ أزرهوأوصى بنيه بالطّعان وبالضرب ۴
1.في «ب» و «ج»: «عليه».
2.سيأتى الخبر بعد الأشعار، وهو قوله: «علم أنّه كان من المؤمنين، وأكبر الأولياء...».
3.روضة الواعظين للفتال النيسابوري، ص ۵۵.
4.راجع: الاحتجاج للشيخ الطبرسي، ج ۱، ص ۳۴۱. (الهامش).