371
مختصر تفسير القمّي

وروي ذلك عن أهل البيت عليهم السلام، وما ذهب إليه المصنّف شاذّ لايعمل به ۱ ؛ فإنّ المشهور خلافه، ومن تتبّع سيرة أبي طالب وأقاويله وذوده عن النبي، وأشعاره فيه التي تدلّ على إيمانه ۲
فمن ذلك قوله :

أوصي بنصر الأمين الخير مشهده‏بعدي عليّاً وعليّ الخير عباسا
وحمزة الأسد المخشيّ صولته‏وجعفراً أن يذوقوا قبله الباسا
وهاشماً كلّها اُوصي بنصرته‏أن يأخذوا دون حرب القوم أمراسا
كونوا فدىً لكم اُمّي وما ولدت‏من دون أحمد عند الروع أتراسا
بكلّ أبيض مصقول عوارضه‏تخاله في سواد الليل مقباسا ۳
وقوله:

ألم تعلموا أنّا وجدنا محمّداًنبيّاً كموسى خُطّ في أوّل الكتب‏
وأنّ عليه في العباد محبّةولا حيف فيمن خصّه اللَّه بالحبّ‏
وأنّ الذي لفقتم في كتابكم‏يكون لكم يوماً كراغية السقب‏
أفيقوا أفيقوا قبل أن تحفر الزبى‏ويصبح من لم يجن ذنباً كذي الذنب‏
ولا تتّبعوا أمر الغواة وتقطعواأواصرنا بعد المودّة والقرب‏
وتستجلبوا حرباً عواناً وربّماأمرّ على من ذاقه حلب الحرب‏
فلسنا وبيت اللَّه نسلم أحمداًلعزاء من عضّ الزمان ولا حرب‏
ولمّا تبن منّا ومنكم سوالف‏وأيد أبيدت بالمهنّدة الشهب‏
بمعترك ضنك ترى كسر القنابه والضباع العرج تعكف كالسرب‏
كأنّ مجال الخيل في حجراته‏وغمغمة الأبطال معركة الحرب‏
أليس أبونا هاشم شدّ أزره‏وأوصى بنيه بالطّعان وبالضرب ۴

1.في «ب» و «ج»: «عليه».

2.سيأتى الخبر بعد الأشعار، وهو قوله: «علم أنّه كان من المؤمنين، وأكبر الأولياء...».

3.روضة الواعظين للفتال النيسابوري، ص ۵۵.

4.راجع: الاحتجاج للشيخ الطبرسي، ج ۱، ص ۳۴۱. (الهامش).


مختصر تفسير القمّي
370

فرعون: يا هامان، انظر إلى السماء. فنظر، فقال: أراها كما كنت أراها من الأرض.
فلمّا جنّهم الليل، نظر هامان إلى السماء، فقال فرعون: هل بلغناها؟
قال: أرى الكواكب كما كنت أراها من الأرض، ولست أرى من الأرض إلّا الظلمة.
قال: ثمّ حالت الرياح القائمة في الهواء بينهما، فانقلب التابوت بهما، فلم يزل يهوي بهما حتّى وقع على الأرض، وكان فرعون أشدّ ما كان عتوّاً في ذلك الوقت . ۱
أقول: هذا لا يفعله عاقل ولا مجنون، وكأنّ الأمر فيه محال، ويقال: أنّ الصرح قائم بناحية مصر الآن، قد رمت الرياح بثلثيه، ويرى من مسيرة ثلاثة أيّام، فينظر من رآه أنّه بالقرب منه لارتفاعه. وفي جميع ذلك نظر جليّ، لا يخفى. ۲
[ ۵۰ ] قوله: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ»، قال الصادق عليه السلام: «هو من يتّخذ دينه برأيه، بغير إمام من اللَّه من أئمّة الهدى صلوات اللَّه عليهم» . ۳
[ ۵۱ ] قوله: «وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ» أي: كي يتذكّروا، قال الصادق عليه السلام: «إمام بعد إمام » . ۴
[ ۵۶ ] قوله: «إِنَّك لا تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ ولكِنَّ اللَّهَ يَهْدِى مَنْ يَشاءُ»، قال الصادق عليه السلام: «نزلت في أبي طالب عليه السلام، فإنّ رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله كان يقول ۵ : «يا عمّ، قل: لا إله إلّا اللَّه، أنفعك بها يوم القيامة». فيقول: يا ابن أخي، أنا أعلم بنفسي. فلمّا مات، شهد العبّاس بن عبد المطلب عند رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أنّه تكلّم بها عند الموت، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، «أمّا أنا فلم أسمعها منه، وأرجو أن تنفعه يوم القيامة».
أقول: الإجماع من الاماميّة منعقد على أنّ أبا طالب أسلم، وكان من أولياء اللَّه،

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۶۶ - ۲۶۷، عن تفسير القمّي.

2.هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۴۴ - ۴۸، فراجع الأصل.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۷۱، عن تفسير القمّي. وروى نحوه في بصائر الدرجات، ص ۳۳، ح ۷ و۵.

4.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۷۱، عن تفسير القمّي. وروى نحوه في الكافي، ج ۱، ص ۳۴۳، ح ۱۸. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۵۴، فراجع الأصل.

5.في «ب» و «ج»: «وكان النبي يحبّه ويقول له».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 85554
صفحه از 611
پرینت  ارسال به