357
مختصر تفسير القمّي

سورة النمل (۲۷)

[مكّيّة، وآياتها ثلاث وتسعون‏]

بسم الله الرحمن الرحيم‏

[ ۱۰ - ۱۱ ] قوله: «يَامُوسَى‏ لاَتَخَفْ إِنِّى لاَيَخَافُ لَدَىَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَن ظَلَمَ» ف (إلّا) في موضع (ولا)، وليست هي إستثناء، وإنّما قال: (إِنِّى لاَيَخَافُ لَدَيَّ الْمُرْسَلُونَ ولا مَن ظَلَمَ) «ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ فَإِنِّى غَفُورٌ رَّحِيمٌ» معناه: لا يخاف اللذين ظلموا ثمّ تابوا وندموا وجاءوا بالحسنة بعد السيّئة . ۱
[ ۱۵ ] قوله: «فَضَّلَنَا عَلَى‏ كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ»، فإنّ اللَّه أعطى داود وسليمان ما لم يعط أحداً من أنبيائه من الآيات، علّمهما منطق الطير، وألان لهما الحديد والصفر من غير نار، وجعلت الجبال تسبح مع داود، وأنزل اللَّه عليه الزبور فيه توحيد وتمجيد ودعاء وأخبار ما كان بعده من أخبار رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة عليهم السلام من ذرّيّتهما، وأخبار الرجعة والقائم عليه السلام ؛ لقوله: «وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِى الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُها عِبادِىَ الصَّالِحُونَ» » . ۲
[ ۱۷ - ۲۲ ] قوله: «وَ حُشِرَ لِسُلَيْمانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ والانْسِ والطَّيْرِ»، فلمّا اجتمعت له قعد على كرسيّه، وحملته الريح، فمرّت به على وادي النمل، وهو وادٍ يُنبت الذهب والفضّة، وقد وكل اللَّه به النمل، وهو قول الصادق عليه السلام: «إنّ للَّه وادياً يُنبت الذهب والفضّة، قد حماه بأضعف خلقه، وهو النمل، لو رامته البخاتي من الإبل ما قدرت عليه».

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۰۱، عن تفسير القمّي. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۱ - ۷، فراجع الأصل.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۲۰۴، عن تفسير القمّي.


مختصر تفسير القمّي
356

آل محمّد حقّهم ». ۱
[ ۲۲۷ ] ثمّ ذكر الذين ظلموا، وهم آل محمّد عليهم السلام وشيعتهم المهتدين، فقال: «إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا»، ثمّ ذكر أعداءهم ومن ظلمهم، فقال: «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا» آل محمّد حقّهم «أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ» هكذا - واللَّه - نزلت . ۲
أقول: وهذا دليل على أنّ الآية الاُولى، وهي قوله: «وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ» نزلت في اللذين غيّروا دين اللَّه، وبدّلوا حكمه، وعطّلوا حدوده، وظلموا آل محمّد حقّهم.

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۱۹۴ - ۱۹۵، عن تفسير القمّي. وروى ما يقرب منه الصدوق في معاني الأخبار، ص ۳۸۵، ح ۱۹؛ وشرف الدين النجفي في تأويل الآيات، ج ۱، ص ۳۹۹، ح ۲۸.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۴، ص ۱۹۵، عن تفسير القمّي. وراجع أيضاً كمال الدين وتمام النعمة، ص ۲۶۰، ح ۶ .

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 85325
صفحه از 611
پرینت  ارسال به