«وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ» ، فقد روى عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: سئل عن قول اللَّه تبارك وتعالى: «وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ» قال: «قيل لرسول اللَّه: ما ينفعهم إسرار الندامة وهم في العذاب؟ قال: كرهوا شماتة الأعداء ». ۱
وهذا هو الصحيح المنقول عن القمّي في تفسيره، على ما نقله العلّامة المجلسي في البحار ۲ والشيخ الطوسي في التبيان، ۳ حيث قال: «وروي أنّه قيل لرسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: ما يغنيهم إسرار الندامة وهم في النار؟ قال: يكرهون شماتة الأعداء». ثمّ قال: وروي مثله عن أبي عبد اللَّه عليه السلام. انتهى.
وهذا يدلّ على أنّ المثبت في نسخة الأصل كانت الرواية عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، وقد نقلوا قوله: «كرهوا شماتة الأعداء » عن رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله، ولكن الموجود في المطبوعة والنسخ المخطوطة المتوفّرة من الأصل، ورواه البحراني في البرهان، ۴ عن تفسير القمّي، هو النصّ التالي: «حدّثني أبي، عن محمّد بن جعفر، قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن صالح بن أبي عمّار، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن رجل، عن حمّاد بن عيسى، عمّن رواه عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: سئل عن قول اللَّه تبارك وتعالى: «وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ» قال: قيل له: ما ينفعهم إسرار الندامة وهم في العذاب ؟ قال: «كرهوا شماتة الأعداء » . وهذا يؤيّد أنّ المؤلّف قد اعتمد على نسخة الأصل في التلخيص.
هذا، والظاهر أنّ عبارات التعليق كانت قد كتبت على هامش التلخيص، ولذا حاول كلّ ناسخ أن يكتبها في الموضع الذي رآه أنسب بنظره، ومن هنا اختلفت النسخ في إيراد التعليقات بين السطور، وقد صرح ناسخ «ج» بهذا الأمر في هامش الصفحة ۶۶، فقال: «الأسطر الثلاثة كانت على الحاشية».
والنسخة التي كاتب هو يعدّه مختلف عمّا في أيدينا من جهات اُخرى، مثل ما ثبت فيها من أنّ وصيّ موسى هو شمعون، كما علّق عليه ابن العتائقي بقوله: «إنّما وصيّه