المكان، فنظر إليه السامري وأبصره - وكان من خيار أصحاب موسى عليه السلام -، فأخذ من تحت حافر فرس جبرئيل التراب الذي رآه يتحرّك، فصره في شيء كان معه، يفتخر به على بني إسرائيل، فلمّا جاءهم إبليس واتّخذوا العجل، قال للسامري: هات الذي معك من التراب. فجاء به، فألقاه إبليس في جوف العجل، وكان مجوّفاً، فلمّا وقع التراب في جوفه تحرّك، وخار، ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل». ۱
[ ۸۶ ] وروي: أنّ عدد الذين سجدوا سبعين ألفاً، وبقوا في ذلك عشرة أيّام حتّى تمّ ميقات موسى ۲ ، فلمّا كان يوم عشرة من ذي الحجّة، أنزل اللَّه على موسى الألواح فيها التوراة وفيها ما يحتاجون إليه من الأحكام والسير والقصص، فأخبر اللَّه موسى بقصّتهم، «فَرَجَعَ مُوسى إِلى قَوْمِهِ غَضْبانَ أَسِفاً»... الآية . ۳
[ ۹۷ ] فأوحى اللَّه إلى موسى: لا تقتل السامري، فإنّه سخيّ، فقال له موسى: «فَاذْهَبْ فَإِنَّ لَكَ فِى الْحَيَاةِ أَن تَقُولَ لاَ مِسَاسَ» ۴، فأخرج موسى العجل وأحرقه بالنار وألقاه في البحر . ۵
قال الصادق عليه السلام: «ما بعث اللَّه رسولاً إلّا وفي وقته شيطانان يؤذيانه ويفتنانه، ويضلّان الناس بعده، فأمّا الخمسة [اُولو العزم من الرسل: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد - صلى اللَّه عليه وآله وعليهم - فأمّا] ۶ صاحبا ۷ نوح: فطنطينوس وخرام، وأمّا
1.كذا في النسخ، وفي الأصل هكذا: وكان السامري على مقدمة موسى يوم أغرق اللَّه فرعون وأصحابه، فنظر إلى جبرئيل وكان على حيوان في صورة رمكّة، فكانت كلّما وضعت حافرها على موضع من الأرض تحرّك ذلك الموضع، فنظر إليه السامري - وكان من خيار أصحاب موسى عليه السلام - فأخذ التراب من تحت حافر رمكّة جبرئيل، وكان يتحرّك، فصرّه في صرّة، وكان عنده يفتخر به على بني إسرائيل، فلمّا جاءهم إبليس واتّخذوا العجل، قال للسامري: هات التراب الذي معك. فجاء به السامري فألقاه إبليس في جوف العجل، فلمّا وقع التراب في جوفه تحرّك، وخار، ونبت عليه الوبر والشعر، فسجد له بنو إسرائيل.
2.في الأصل زيادة: «فقال لهم هارون كما حكى اللَّه: «يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِى وأَطِيعُوا أَمْرِى قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى»، فهموا بهارون فهرب من بينهم، وبقوا في ذلك حتّى تمّ ميقات موسى أربعين ليلة.
3.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۷۷۲ - ۷۷۳، عن تفسير القمّي .
4.في الأصل زيادة: «فهذه علامة السامرية بالشام و مصر، فإنّهم إذا تكلّموا، قالوا: لا مساس».
5.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۷۷۵، عن تفسير القمّي.
6.ما بين المعقوفتين من الأصل.
7.في «ب» و «ج»: «فصاحبا».