[الجزء السادس عشر]
[ ۸۳ - ۸۵ ] فلمّا أخبرهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله بخبر موسى وفتاه والخضر، قالوا: فأخبرنا عن طائف طاف الشرق والغرب، من هو؟ وما قصّته؟ فأنزل اللَّه: «ويَسْئَلُونَك عَنْ ذِى الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُوا عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْراً إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِى الأرْضِ وآتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَىْءٍ سَبَباً» أي: دليلاً «فاتبع سَبَباً». ۱
وسئل أمير المؤمنين عليه السلام عن ذي القرنين، نبياً كان أم ملكاً ؟ ۲ فقال: «لا نبيّ ولا ملك، بل إنّما هو عبد أحبّ اللَّه فأحبّه، ونصح للَّه فنصح له، فبعثه اللَّه إلى قومه، فضربوه على قرنه الأيمن، فغاب عنهم ما شاء اللَّه أن يغيب، ثمّ بعثه الثانية فضربوه على قرنه الأيسر، فغاب عنهم ما شاء اللَّه أن يغيب، ثمّ بعثه ثالثة فمكّن اللَّه له في الأرض. وفيكم مثله» يعني نفسه عليه السلام. ۳
1.راجع تفسير الآية (۹) من هذه السورة.
2.في «ب»: «وروي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنّه سئل عن ذي القرنين، هل هو نبيّ أم ملك؟».
3.في بصائر الدرجات، ص ۳۸۷، ح ۷، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن الحارث، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أ لست حدّثتني أن عليّاً عليه السلام كان محدّثاً؟ قال: «بلى». قلت: من يحدّثه؟ قال: «ملك يحدّثه» قلت: فأقول: إنّه نبيّ، أو رسول؟ قال: «لا، بل مثله مثل صاحب سليمان، ومثل صاحب موسى عليهما السلام، ومثل ذي القرنين، أو ما بلغكم أنّ عليّاً عليه السلام سئل عن ذي القرنين، فقيل: كان نبيّاً؟ قال: لا، بل كان عبدا أحبّ اللَّه فأحبّه، ونصح للَّه فنصحه، وهذا فيكم مثله». وعن ابن بابويه في كمال الدين وتمام النعمة، ص ۳۹۳، ح ۳، عن أبيه، عن محمّد بن يحيى العطار، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن محمّد بن اورمة، قال: حدّثني القاسم بن عروة، عن بريد العجلي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قام ابن الكواء إلى علي عليه السلام وهو على المنبر، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، أنبيّاً كان أم ملكاً؟ وأخبرني عن قرنيه، أمن ذهب أم من فضّة؟ فقال له عليه السلام: «لم يكن نبيّاً ولا ملكاً ولم يكن قرناه من ذهب ولا فضّة، ولكنّه كان عبدا أحبّ اللَّه فأحبّه اللَّه، ونصح للَّه فنصحه اللَّه، وإنّما سمّي ذا القرنين لأنّه دعا قومه إلى اللَّه عزّ وجلّ فضربوه على قرنه، فغاب عنهم حيناً، ثمّ عاد إليهم، فضرب على قرنه الآخر،فيكم مثله». يعني نفسه. وروى العيّاشي في تفسيره، ج ۲، ص ۳۳۹، ح ۷۱، عن الأصبغ بن نباتة، قال: قام ابن الكواء إلى أمير المؤمنين صلوات اللَّه عليه، فقال: يا أمير المؤمنين، أخبرني عن ذي القرنين، أ ملكاً كان أم نبيّاً؟ وأخبرني عن قرنيه ذهب أم فضّة؟ قال: «إنّه لم يكن نبيّاً ولا ملكاً، ولم يكن قرناه ذهباً ولا فضّةً، ولكنّه كان عبداً أحبّ اللَّه فأحبّه، ونصح للَّه فنصح له، وإنّما سمّي ذا القرنين، لأنّه دعا قومه فضربوه على قرنه، فغاب عنهم، ثمّ عاد إليهم فدعاهم، فضربوه بالسيف على قرنه الآخر، وفيكم مثله».