289
مختصر تفسير القمّي

فقال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «ويحك، يحشر اللَّه في يوم القيامة من كلّ اُمة فوجاً ويذر الباقين؟ إنّما ذلك في الرجعة، فأمّا آية القيامة فهذه: «وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً» » . ۱
[ ۵۱ ] قوله: «عَضُداً» أي: ناصراً . ۲
[ ۶۰ ] فلمّا أخبر رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله قريشاً خبر أصحاب الكهف، قالوا: أخبرنا عن العالم الذي أمر اللَّه موسى عليه السلام أن يتبعه، من هو؟ وما قصّته ؟ فأنزل اللَّه عزّ وجلّ: «وَإِذْ قَالَ مُوسَى‏ لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى‏ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِىَ حُقُباً» . ۳
قال الصادق عليه السلام: «وكان سبب ذلك أنّه لمّا كلّم اللَّه موسى تكليماً، وأنزل عليه الألواح، وفيها - كما قال اللَّه تعالى - : «وكَتَبْنا لَهُ فِى الألْواحِ مِنْ كُلِّ شَىْ‏ءٍ مَوْعِظَةً وتَفْصِيلا لِكُلِّ شَىْ‏ءٍ» ۴ رجع موسى عليه السلام إلى بني إسرائيل، فصعد المنبر، فأخبرهم أنّ اللَّه قد أنزل عليه التوراة وكلّمه، قال في نفسه: ما خلق اللَّه خلقاً أعلم منّي، فأوحى اللَّه عزّ وجلّ إلى جبرئيل عليه السلام أن أدرك موسى فقد هلك، وأعلمه أنّ عند ملتقى البحرين عند الصخرة رجلاً أعلم منك، فصر إليه ۵ وتعلّم من علمه. فنزل جبرئيل عليه السلام على موسى عليه السلام وأخبره، فذلّ موسى عليه السلام في نفسه ۶ ، وعلم أنّه قد أخطأ ودخله الرعب.
أقول: قوله: «أنّه قد أخطأ»، فيه نظر؛ فإنّ الأنبياء معصومون مطلقاً، وقوله: «شمعون وصيّه»، ۷ إنّما وصيّه يوشع، لا شمعون؛ فانّه وصيّ عيسى عليه السلام.

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۴۱، عن تفسير القمّي . هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۴۷، فراجع الأصل.

2.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۴۳، عن تفسير القمّي . وراجع تفسير العيّاشي، ج ۲، ص ۳۲۹، ح ۴۰. هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۵۲ - ۵۹، فراجع الأصل.

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۴۵، عن تفسير القمّي.

4.الأعراف (۷): ۱۴۵.

5.في «ب»: «وقال: سر إليه».

6.روى العيّاشي في تفسيره، ج ۲، ص ۳۳۴، ح ۴۸، عن عبد اللَّه بن ميمون القداح، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام عن أبيه عليه السلام، قال: «بينما موسى عليه السلام قاعد في ملأ من بني إسرائيل، إذ قال له رجل: ما أرى أحداً أعلم باللَّه منك، قال موسى عليه السلام: ما أرى فأوحى اللَّه إليه: بلى عبدي الخضر فاسأل السبيل إليه، وكان له آية الحوت، إن افتقده فكان من شأنه ما قص اللَّه».

7.هذا ماسيأتي بعد سطر، و منه بظهر أنّ النسخة التي كانت بيد ابن العتائقي كانت هكذا، وأمّا النسخ المتوفّرة من تفسير القمّي فهي متّفقة على‏ «يوشع بن نون».


مختصر تفسير القمّي
288

[ ۲۹ ] قوله: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَبِّكُمْ فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكُفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ ناراً». قال أبو عبد اللَّه عليه السلام: «نزلت هذه الآية هكذا: «وَقُلِ الْحَقُّ مِن رَبِّكُمْ» يعني: ولاية عليّ «فَمَن شَاءَ فَلْيُوْمِن وَمَن شَاءَ فَلْيَكُفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ» آل محمّد حقّهم «نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ» الذي يبقى في أصل الزيت المغليّ، يكون أشدّ حرارة». ۱
[ ۴۶ ] قوله: «الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا»... الآية، قال بكر بن محمّد الأزدي: سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام، قال: «أيها الناس، مُروا بالمعروف، وانهوا عن المنكر، فإنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لن يقرّبا أجلاً، ولن يباعدا رزقاً، فإنّ الأمر ينزل من السماء إلى الأرض كقطر المطر في كلّ يوم، إلى كلّ نفس ما قدّر اللَّه لها من زيادة أو نقصان، في أهل أو مال أو نفس، وإذا أصاب أحدكم مصيبة في مال أو نفس، ورأى‏ عند أخيه عفوة، فلا يكونن له فتنة؛ فإنّ المرء المسلم ما لم يغش دناءة تظهر، ويخشع لها إذا ذكرت، ويغرى بها لئام الناس، كالياسر الفالج ۲ ، الذي ينتظر أوّل فوزه من قداحه، يوجب له بها المغنم، ويدفع عنه المغرم، كذلك المرء المسلم البرئ من الخيانة والكذب، ينتظر إحدى الحسنيين: إمّا داعياً من اللَّه، فما عند اللَّه خير له. وإمّا رزقاً من اللَّه، فهو ذو أهل ومال، ومعه دينه وحسبه، والمال والبنون حرث الدنيا، والعمل الصالح حرث الآخرة، وقد يجمعهما اللَّه لأقوام » . ۳
أقول: هذا الكلام منقول عن أمير المؤمنين، وقد ذكره في نهج البلاغة. ۴
[ ۴۷ ] قوله: «وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً»؛ فإنّه سئل عن قوله ۵ : «وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً» ۶فقال ۷ : «ما يقول الناس فيها؟» قلت: يقولون: إنّها في القيامة.

1.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۳۲، عن تفسير القمّي . هذا، ولم يذكر المؤلّف تفسير الآيات ۳۰ - ۳۲، فراجع الأصل.

2.في البرهان: «كان كالياسر الفالج».

3.رواه البحراني في البرهان، ج ۳، ص ۶۳۸، عن تفسير القمّي.

4.هي في الخطبة ۲۳ من نهج البلاغة.

5.في «ب»: «عن الصادق عليه السلام، قال: قرأ عليه رجل».

6.النمل (۲۷): ۸۳.

7.في «ب»: «فقال الصادق عليه السلام».

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 86359
صفحه از 611
پرینت  ارسال به