الظالمين. ألا وإنّ بليّتكم ۱ قد عادت كهيئتها يوم بعث اللَّه نبيّه صلى اللَّه عليه وآله. أما واللَّه لتبلبلنّ بلبلة ۲ ولتغربلنّ ۳ غربلة، حتّى يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم. أما واللَّه، ليسبقنّ قوم كانوا قصّروا وليقصّرنّ قوم كانوا سبقوا. أما واللَّه، ما كُذّبت ولا كُذّبت مذ عقلت، ولقد نبّئت بهذا الأمر وهذا المقام. ألا وإنّ الخطايا مطاياً شمسٌ ۴ حُمل عليها أهلها، فتقحّمت بهم في نار جهنّم فهم فيها كالحون. ألا وإنّ التقوى مطاياً ذللٌ حُمل عليها أهلها، فسارت بهم تأوّداً حتّى أتو ظلاً ظليلاً، جناتٍ مفتّحةً لهم أبوابها، فوجدوا ريحها وطيبها وقيل لهم: «ادْخُلُوهَا بِسَلَمٍ ءَامِنِينَ»، وهنيئاً لأهل الرحمة جنّتهم، وتعساً لأهل النار مثواهم في نار جهنّم.
أيها الناس، حقٌّ وباطل، ولكلّ أهل، فلئن أديل الباطل لقديماً ما فعل، ولئن قلّ الحقّ فلربما ولعلّ، ولقلّما أدبر شيء فأقبل، ولئن ردّ عليكم أمركم أنّكم سعداء ۵ وما عليّ إلّا الجهد، وإني لأخشى أن تكونوا على فترة ۶ ملتم عنّي ميلة كنتم فيها عندي ۷ غير محمودي الرأي. أمّا لو أشاء لقلت: عفا اللَّه عمّا سلف، سبق الرجلان وقام الثالث كالغراب همّه بطنه، ويله ۸ لو قُصّ جناحاه وقُطع رأسه كان خيراً له، ثلاثة واثنان، خمسة ليس لهم سادس: ملك يطير بجناحيه، ونبيّ أخذ اللَّه بضبعيه ۹ ، وساع مجتهد، وطالب يرجوا، ومقصّر ۱۰ في النار ۱۱ ، اليمين والشمال مضلّة، والطريق المنهج الواضح
1.في «ب»: «كأنّي ببليتكم».
2.لتبلبلن، أي لتخلطن. تبلبلت الألسن، أي اختلطت. والبلبلة أيضا: الهمّ والحزن ووسوسة الصدر. تاج العروس، ج ۱۴، ص ۶۶.
3.لتغربلّن، من الغربال الذي يغربل به الدقيق، والغربلة أيضا: القتل.
4.خيل شمس - بالضم - جمع شموس وهي الدابّة التي تمنع ظهرها ولا تطيع راكبها، و هو مقابل للذلول. اُنظر: لسان العرب، ج ۶، ص ۱۱۳ (شمس).
5.في «ب»: «لسعداء».
6.في «ب»:«في فترة».
7.في «ب» و «ج»: «ولقد كان عليّ منكم فيها ميلة واحدة كنتم فيها عندي...».
8.في «ب»: «ويحه».
9.ضبعيه، أي عضديه .
10.في «ب»: «ومقيم».
11.يعني: أنّ عباد اللَّه المكلّفين على خمسة أقسام: ملك يطير... الخ.