157
مختصر تفسير القمّي

قال عيسى عليه السلام: ويح أزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين». ۱
وقال: «مرّ عيسى عليه السلام بقرية، قد مات أهلها وطيرها ودوابّها، فقال عيسى: أمّا إنّهم لم يموتوا إلّا سخطة، ولو ماتوا متفرّقين لتدافنوا، فقالوا: يا روح اللَّه، ادع اللَّه أن يحييهم فيخبرونا ماذا كانت أعمالهم، فنجتنبها؟ فدعا ربّه، فنودي من الجوّ: أن نادهم. فقام عيسى على شرف الأرض، وقال: يا أهل القرية.
فأجابه منهم مجيب: لبيك يا روح اللَّه وكلمته.
قال: ما كانت أعمالكم؟
فقال: عبادة الطاغوت وحبّ الدنيا مع خوف قليل ۲ ، وغبطة في لهو ولعب ۳ .
قال: كيف كان حبّكم للدنيا؟
قال: كحبّ الصبيّ لاُمّه، إذا أقبلت علينا فرحنا، وإذا أدبرت حزنّا.
قال: فكيف كانت عبادتكم للطاغوت؟
فقال: الطاعة لأهل المعاصي.
قال: فكيف كان عاقبة أمركم؟
قال: بتنا في عافية، وأصبحنا في الهاوية.
قال: وما الهاوية؟
قال: سجّيل.
قال: وما سجّيل؟
قال: جبال من جمر، يوقد عليها إلى يوم القيامة.
قال: ما قلتم، وما قيل لكم؟
قال: قلنا: ردّنا إلى الدنيا نزهد فيها، فقيل لنا: كذبتم.
قال: ويحك، كيف لم يكلّمني غيرك من بينهم؟

1.رواه الحسين بن سعيد الكوفي في كتاب الزهد، ص ۴۸، ح ۱۲۹، و قريب منه ما رواه ابن فهد الحلي في التحصين، ص ۲۸، ح ۴۸؛ وبحار الأنوار للعلّامة المجلسي، ج ۱۴، ص ۳۳۰، ح ۶۷ و ۷۳، ص ۱۲۵ - ۱۲۶.

2.في «ج» زيادة: «وأمن بعيد».

3.في «ب»: «وغبطة في لهو».


مختصر تفسير القمّي
156

إلى قبر سام بن نوح، فقال: قم بإذن اللَّه يا سام. فانشقّ القبر، ثمّ أعاد الكلام، فتحرّك، ثمّ أعاد الكلام، فخرج سام بن نوح. فقال له عيسى عليه السلام: أيّما أحبّ إليك تبقي أو تعود؟ فقال: يا روح اللَّه بل أعود، إنّي لأجد حرقة الموت في جوفي إلى يومي هذا». ۱
وعنه، عن عليّ بن حديد يرفعه، قال: «قام عيسى بن مريم عليه السلام خطيباً في بنى إسرائيل، فقال: لا تأكلوا حتّى تجوعوا، فإذا جعتم فكلوا ولا تشبعوا ، فإنّكم إذا شبعتم غلظت رقابكم، وسمنت جنوبكم، ونسيتم ربّكم، ۲ إنّي أصبحت فيكم اُدُمي الجوع، وطعامي ممّا تنبت الأرض للوحش والأنعام، وضلالي في الشتاء الشمس، مشارقها ومغاربها، وسراجي القمر، وفراشي التراب، ووسادتي الحجر، ۳ وليس لي بيت يخرب، ولا مال يسرق، ولا ولد يموت، ولا امرأة تحزن ، أصبح وليس لي شي‏ء، وأمسي وليس لي شي‏ء، وأنا أغنى ولد آدم». ۴
وعنه، قال: «خرج عيسى بن مريم في بعض سياحته ومعه رجل من أصحابه يقال له: قصير ۵ ، حتّى أتيا البحر، فقال عيسى: بسم اللَّه، بصحّة يقين من نفسه ومشى على الماء. فقال قصير حين نظر إلى عيسى عليه السلام: بسم اللَّه، بصحّة يقين منه ومشى على الماء. فدخله العجب، فغرق، فصاح بعيسى، فأدركه وأخرجه، ورجع عمّا كان حدّث به نفسه». ۶
وعنه، عن الصادق، عن أبيه عليهما السلام، قال: «قرأت في كتاب عليّ عليه السلام: أنّ الدنيا تمثّلت للمسيح في صورة إمرأة زرقاء، فقال لها المسيح: هل تزوّجت زوجاً قطّ؟
قالت: نعم، أزواجاً كثيرة.
فقال: فكلّهم طلّقك؟
قالت: بل كلّهم قتلت.

1.روى‏ نحوه العيّاشي في تفسيره، ج ۱، ص ۱۷۴، ح‏۵۰، وقطب الدين الراوندي في الخرائج والجرائح، ج ۲، ص ۹۴۹.

2.روى نحوه البرقي في المحاسن، ج ۲، ص ۴۴۷، ح ۳۴۲ ورواه عنه الحرّ العاملي في وسائل الشيعة، ج ۲۴، ص ۲۴۵، ح ۳۰۴۵۳.

3.في «ب» و «ج»: «الحجارة».

4.راجع معاني الأخبار، ص ۲۵۲، ح ۵. وانظر: فقه الرضا، ص ۳۷۰؛ ومشكاة الأنوار للطبرسي، ص ۲۲۷.

5.في «ب» و «ج»: «نصير».

6.روى نحوه الكليني في الكافي، ج ۲، ص ۳۰۶، ح ۳.

  • نام منبع :
    مختصر تفسير القمّي
تعداد بازدید : 86355
صفحه از 611
پرینت  ارسال به