بال أقوام يزعمون أنّ قرابتي لا تنفع؟! لو قد قمت المقام المحمود لشفّعت في أحوجكم ۱ ، لا يسألني اليوم أحد من أبوه إلّا أخبرته. فقام رجل، فقال: من أبي يا رسول اللَّه؟
فقال: أبوك غير الذي تدعى له، أبوك فلان بن فلان».
فقام آخر فقال: من أبي يا رسول اللَّه؟
فقال: أبوك الذي تدعى له.
ثمّ قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله: ما بال الذي يزعم أنّ قرابتي لا تنفع لا يسأل [عن أبيه؟!]. ۲
فقام إليه عمر فقال: أعوذ باللَّه من غضب اللَّه وغضب رسوله، اُعف عنّي يا رسول اللَّه ۳ عفا اللَّه عنك، فنزلت الآية» ۴ .
أقول: إنّ الابن من الزنا لا يسمّى ابناً شرعيّاً، ولا من يولد من نطفته: أباً ولا اُمّاً. ۵
[ ۱۰۵ ] قوله: «عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ»... الآية، معناه: أصلحوا أنفسكم ولا تتّبعوا عثرات ۶ الناس، ولا تذكروهم؛ فإنّه لا يضرّكم ضلالتهم إذا كنتم صالحين. ۷
[ ۱۰۶ ] قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ»... الآية، نزلت في ابن بندي وابن أبي مارية النصرانيّين، وكان رجل يقال له: تميم الداري مسلماً [خرج معهما في
1.كذا في الأصل، وفي النسخ: «خارجكم».
2.ما بين المعقوفتين من الأصل، ولعلّ النبي كان يريد بيان حقيقة نسبه؛ تأكيداً لمّا ورد عنه صلّى اللَّه عليه وآله: من أنّه لا يبغض أهل البيت عليهم السلام إلّا ولد زنا أو من حملت به اُمه في حيض و هي حائض اُنظر: الفصول المهمّة في اُصول الأئمّة للحرّ العاملي، ج ۳، ص ۲۹.
3.في «ب» زيادة: «لأني قد فعلت محرماً».
4.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۳۷۰ - ۳۷۱، عن تفسير القمّي. و عن تفسير الآية أيضاً راجع: الكافي، ج ۱، ص ۴۸، ح۵؛ و تفسير العيّاشي، ج ۱، ص ۳۴۶، ح ۲۱۲.
5.لم يذكر المؤلّف تفسير الآية ۱۰۳، فراجع الأصل.
6.في الأصل: «عورات».
7.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۳۷۴، عن تفسير القمّي. وفي مصباح الشريعة، ص ۱۸: روي أن أبا ثعلبة الخشني سأل رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وآله عن هذه الآية: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ» فقال صلّى اللَّه عليه وآله: «آمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك حتّى إذا رأيت شحّاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، وإعجاب كلّ ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العامة». وعن نهج البيان، بالإسناد عن الصادق جعفر بن محمّد عليهما السلام أنّه قال: «نزلت هذه الآية في التقيّة». البرهان في تفسير القرآن، ج۲، ص ۳۷۴، عن نهج البيان، ج ۲، ص ۱۰۷ (مخطوط).