أقول: القول المشهور: إنّ الذي بعث مارية اُم إبراهيم، كان المقوقس ملك الإسكندرية. ۱
[ ۸۷ ] قوله: «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ». عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، قال: «نزلت هذه الآية في أمير المؤمنين عليه السلام، وبلال، وعثمان بن مظعون. أمّا أمير المؤمنين عليه السلام، فحلف أن لا ينام بالليل أبداً، ۲ وأمّا بلال، فإنّه حلف أن لا يفطر بالنهار أبداً، وأمّا عثمان بن مظعون، فإنّه حلف أن لا ينكح أبداً [فدخلت إمرأة عثمان على عائشة - وكانت امرأة جميلة - فقالت عائشة: مالي أراك متعطّلة ۳ ؟ فقالت: ولمن أتزيّن؟ فو اللَّه ما قاربني زوجي منذ كذا وكذا، فإنّه قد ترهّب ولبس المسوح، وزهد في الدنيا.
فلمّا دخل رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله أخبرته عائشة بذلك، فخرج، فنادى: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس، فصعد المنبر، فحمد اللَّه وأثنى عليه] ۴ فقال: ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات؟ ألا، إنّي أنام بالليل، وأنكح وأفطر بالنهار، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي. [فقام هؤلاء] ۵ فقالوا: يا رسول اللَّه، فقد حلفنا على ذلك، فأنزل اللَّه: «لا يُؤاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِى أَيْمانِكُمْ» ۶... الآية ». ۷
أقول: فيه نظر؛ فإنّ أمير المؤمنين عليه السلام معصوم، لا يصدر عنه ما يخالف الشرع، ولعلّ الحالف غيره. وأيضاً: إذا لم ينم الليل إلّا مغلوباً، فأين حق الزوجة؟ إلّا أن يكون ذلك قبل الزوجيّة. ۸
[ ۹۰ ] قوله: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ»... الآية، قال: «لمّا نزلت هذه الآية، قيل: يا
1.ما بين المعقوفتين من الأصل.
2.راجع: قرب الإسناد للحميري، ص ۳؛ الهداية الكبرى للخصيبي، ص ۲۹.
3.في مجمع البيان، ج ۴، ص ۳۶۴، روي عن أبي عبد اللَّه عليه السلام، أنه قال: «نزلت في عليّ عليه السلام، وبلال، وعثمان بن مظعون. فأمّا عليّ عليه السلام فإنّه حلف أن لا ينام بالليل أبداً إلّا ما شاء اللَّه...».
4.في «ط»: «معطّلة». وعطلت المرأة وتعطّلت: نزعت حليها.
5.المائدة (۵): ۸۹.
6.رواه البحراني في البرهان، ج ۲، ص ۳۴۶ - ۲۴۷، عن تفسير القمّي .
7.و على فرض صحّة الرواية ، فلابدّ من التوجيه بما ذكره ابن العتائقي. ولا شكّ أنّ ما نقله الطبرسي أنسب بمقام الإمام عليه السلام.