الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
صفحه 9
الفصل الثالث : مقتل أصحابه
۳ / ۱
خصائصُ الاصحاب
يتمّ في هذا الفصل عرضُ كيفيّة شهادة عددٍ من أصحاب الإمام الحسين عليه السلام ممّن وردت ملاحظة ملفتة للنظر في حياتهم أو استشهادهم، إلّا أنّه تجب الإشارة قبل ذلك إلى عدّة ملاحظات في تبيين شخصيّاتهم ومواصفاتهم :
۱ . إنّهم أفضل الأصحاب
استناداً إلى الروايات الواردة في عددٍ من المصادر التاريخيّة المعتبرة، فإنّ الإمام الحسين عليه السلام أشاد بأصحابه عند غروب تاسوعاء ، وذلك في خطبة ملحميّة ألقاها ، حيث قال :
فَإِنّي لا أعلَمُ لي أصحاباً أوفى ولا خَيراً مِن أصحابي . ۱
وجاء في رواية اُخرى :
فَإِنّي لا أعلَمُ أصحاباً أولى ولا خَيراً مِن أصحابي . ۲
وورد في رواية ثالثة :
1.راجع : ج ۱ ص ۷۵۱ ح ۸۱۲ .
2.راجع : ج ۱ ص ۷۴۸ ح ۸۰۹.
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام - المجلّد الثّاني
صفحه 10
أنّي لا أعلَمُ أصحاباً خَيراً مِن أصحابي ۱ . ۲
وتدلّ هذه الأحاديث على أنّ أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا اُناساً كاملين في عصر ذلك الإمام العظيم ۳ ، ولذا ورد في الزيارة الرجبيّة :
السَّلامُ عَلَيكُم أيُّهَا الرَّبّانِيّونَ ، أنتُم خِيَرَةُ اللَّهِ ، اختارَكُمُ اللَّهُ لِأَبي عَبدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلامُ . ۴
كما جاء في زيارة الناحية المقدّسة :
السَّلامُ عَلَيكُم يا خَيرَ أنصارٍ . ۵
۲ . بلوغهم قمّة اليقين
إنّ كلام عدد من أصحاب الإمام في إبراز الحبّ والوفاء له ، يدلّ على أنّهم بلغوا قمّة اليقين التي تمثّل ذروة الكمالات الإنسانيّة ، مثل كلام سعيد بن عبد اللَّه الحنفي مخاطباً الإمام عليه السلام :
وَاللَّهِ ، لَو عَلِمتُ أنّي اُقتَلُ ، ثُمَّ اُحيا ، ثُمَّ اُحرَقُ حَيّاً ، ثُمَّ اُذَرُّ ، يُفعَلُ ذلِكَ بي سَبعينَ مَرَّةً ما فارَقتُكَ حَتّى ألقى حِمامي دونَكَ ، فَكَيفَ لا أفعَلُ ذلِكَ ! وإنَّما هِيَ قَتلَةٌ واحِدَةٌ ،
1.راجع : ج ۱ ص ۷۵۲ ح ۸۱۳ .
2.وقد وردت تعابير اُخرى أيضاً منها : اللّهمّ إنّي لا أعرف ... ولا أصحاباً هم خير من أصحابي (الأمالي للصدوق : ص ۲۲۰ ح ۲۳۹). فإنّي لا أعلم أصحاباً خيراً منكم (الملهوف : ص ۱۵۱). إنّي لا أعلم أصحاباً أصحّ منكم (الفتوح : ج ۵ ص ۹۵) .
3.يرى الاُستاذ الشهيد العلّامة المطهري أنّ العبارات المذكورة تدلّ على أنّ أصحاب الإمام الحسين عليه السلام كانوا أفضل من أصحاب النبيّ صلى اللَّه عليه وآله في حرب بدر وأصحاب الإمام عليّ عليه السلام وأصحاب جميع الأنبياء ، إلّا أنّه ونظراً للعبارات الواردة في ذيلها ، فإنّه يجب التأمّل في هذا الرأي (راجع : حماسه حسيني «بالفارسيّة» : ج ۱ ص ۱۳۵) .
4.راجع : موسوعة الإمام الحسين عليه السلام : ج ۸ ص ۱۶۷ ح ۳۵۲۴ .
5.راجع : ص ۸۷۵ ح ۲۱۴۹.