مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
صفحه 7
المدخل
القرآن الكريم أكمل الكتب السماوية، وقد نزل على قلب النبيّ المصطفى صلى اللّه عليه و آله وأوكله إلى الاُمّة باعتباره أثقل أمانة إلى جانب أهل البيت عليهم السلام لتهتدي به إلى طريق الحياة المستقيم حتىّ يوم القيامة، وتعالج به أمراضها المستعصية، وتبلغ ذروة الكمالات المادّية والمعنوية والدنيوية والاُخروية.
أبرز خصائص القرآن
للقرآن خصائص كثيرة۱ يدل كلّ منها بنحو مستقلّ على مكانته الرفيعة بين الكتب السماوية، وعلى دوره منقطع النظير في بناء المجتمع الإنساني المنشود، وبإمكاننا تلخيص ابرز تلك الخصائص في ستّة عناوين:
۱. الأصالة
يعدّ القرآن الكريم أكثر المصادر الدينية أصالة لمعارف الإسلام العقيدية والأخلاقية والعملية للأسباب الآتية:
۱. يمثل هذا الكتاب السماوي، المعجزة الخالدة لخاتم الأنبياء صلى اللّه عليه و آله ، والأكثر قيمة من بين وثائق رسالته، بل رسالات كلّ أنبياء اللَّه عليهم السلام .
۲. القرآن أدلّة حجّية السنة أصالة.
1.للاطلاع على خصائص القرآن بالتفصيل راجع: ج ۲ ص ۱۵ (القسم الثالث / الفصل الثاني: خصائصة المعنوية للقرآن).
مَعرفةُ القرآنِ علی ضُوءِ الکتاب و السّنّة المجلّد الأوّل
صفحه 8
۳. هو منبت لجذور المعارف التي صدرت عن رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام .۱
۴. القرآن مقياس لتحديد صحّة الروايات الدالّة على سنّة النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأهل البيت عليهم السلام ؛ ولذلك عدّه رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله في حديث الثقلين المتواتر أكبر أمانات الرسالة و«الثقل الأكبر».
۲. عدم قبوله التحريف
تتمثّل الخصوصية الثانية للقرآن في أنّه لم يتعرّض على مرّ الزمان للتغيير والتبديل؛ من قبيل الزيادة أو النقصان. وقد شهد بذلك منزّل القرآن نفسه في قوله :
«إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَ إِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ».۲
كما أن تاريخ المسلمين والجهود المبذولة لحفظ القرآن الكريم وكتابته وقراءته، والأدلة الأخرى على حفظ القرآن من التحريف، والتي ذكرت بشكل مفصّل في هذه الموسوعة۳، كل ذلك يشهد على هذا الأمر أيضاً.
۳. الشمولية
القرآن شامل وجامع في نطاق رسالته۴، ولم يأل جهداً في بيان أيّ شيء له دور في هداية الإنسان :
«تِبْيَنًا لِّكُلِّ شَىْءٍ».۵
وفضلاً عن الآيات القرآنية فقد شهد بهذا الموضوع النبيّ صلى اللّه عليه و آله وأوصياؤه أيضاً حيث قال وأكبر عالم بالقرآن. رسول اللَّه صلى اللّه عليه و آله المتلقي للوحي عن شمولية هذا الكتاب السماوي:
1.راجع: موسوعة معارف الكتاب والسنّة: ج ۱۰ ص ۷ (الفصل الرابع: علم اهل البيت عليهم السلام الخصائص العلمية لأهل البيت عليهم السلام ، ص ۳۹ «أبواب علوم أهل البيت عليهم السلام » و ص ۷۵ «ينابيع علوم أهل البيت عليهم السلام »).
2.الحجر، ۹.
3.راجع: ص ۲۱۰ (القسم الأول / الفصل الرابع / حفظ القرآن من التحريف).
4.راجع: ص ۳۵۹ (القسم الأول / الفصل السادس : جامعيّة القرآن).
5.النحل: ۸۹.